للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وتخريب ديارهم، وإنما أصبح يرى المسلمين إخوته، ويجب أن يحل

بينهم الوئام؛ لذا تبادل الرسائل الودية مع السلطان «قلاوون» سلطان

المماليك فى «مصر»، فقضى بذلك - مؤقتًا- على الأحقاد والضغائن،

ولم تحدث حروب بين الجانبين، وكذلك كان لإسلام «أحمد تكودار»

أثر كبير فى «إيران»، فقويت شوكة المسلمين، وعادت المعابد

البوذية وكنائس النصارى إلى مساجد كما كانت من قبل؛ ووصل

المسلمون إلى المناصب الرئيسية فى الدولة، وتطلَّع أبناء البلاد

الأصليين من الفرس إلى شغل المناصب الإدارية بالدولة المغولية.

ونتيجة لذلك كله خاف أمراء المغول على مصالحهم الشخصية -خاصة

أن السلطان كان يحرص على خطب ودهم - وبخاصة الأمير «أرغون»

الذى كان يطمع فى العرش فثار على السلطان «تكودار» وتمكن من

قتله فى سنة (٦٨٣هـ)، وضعفت بذلك شوكة المسلمين فى «إيران»

ثانية.

٣ - أرغون خان [٦٨٣ - ٦٩٠هـ]:

بعد مقتل السلطان «أحمد» اجتمع الأمراء المغول ونصبوا الأمير

«أرغون ابن آباقا» إيلخانًا عليهم فى جمادى الآخرة سنة (٦٨٣هـ)،

فنصب ابنه «غازان» حاكمًا على «خراسان» وعين الأمير «نوروز»

نائبًا له عليها، وأنعم على الأمير «بوقا» بلقب «أمير الأمراء»،

وأطلق يده فى تسيير شئون الدولة، وقتل الوزير «شمس الدين

الجوينى» وجميع أفراد أسرته تقريبًا فى شعبان سنة (٦٨٣هـ)،

وذلك لموقفهم مع السلطان «أحمد تكودار» ومساندتهم له فى

المعركة التى دارت بينه وبين أفراد المغول بقيادة الأمير «أرغون»؛

والتى انتهت بمقتل السلطان وتنصيب الأمير سلطانًا.

وزارة سعد الدولة اليهودى:

بعد مقتل الوزير الجوينى «شمس الدين» ازداد نفوذ الأمير «بوقا» إلى

حد كبير، وأصدر «الإيلخان» قرارًا يقضى بأنه ليس لأحد فى الدولة

الحق فى محاسبة الأمير «بوقا» - حتى إذا ارتكب أكبر الجرائم - إلا

السلطان نفسه، ولاشك أن هذه السلطة المطلقة التى حصل عليها

«بوقا» جعلته يميل إلى الاستبداد والبطش والهيمنة على شئون

<<  <  ج: ص:  >  >>