للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إنشاء مدينة السلطانية:

بدأ إنشاء هذه المدينة فى عهد السلطان «غازان»، وهى تقع على

بعد خمسة فراسخ من «زنجان»، فعمد «أولجايتو» إلى استكمال

تشييدها وأمر بالتوسعة فى منشآتها العمرانية، فساهم الأمراء

والوزراء فى بناء بعض أحيائها، وأنشأ الوزير «رشيد الدين فضل

الله» محلة بها على نفقته الخاصة؛ اشتملت على ألف منزل، ومسجد

كبير. وأمر السلطان ببناء قبة كبيرة فوق مقبرته، ومازالت هذه القبة

قائمة حتى اليوم دليلا على عظمة العمارة فى هذا العصر.

تمكن «أولجايتو» فى سنة (٧٠٦هـ) من بسط سيطرته على إقليم

«جيلان»، وهو الإقليم الذى لم يتمكن المغول من السيطرة عليه حتى

هذه السنة لكثرة غاباته، ووعورة مسالكه، وأعاد بناء مرصد

«مراغة» الذى بناه «هولاكو» من قبل، وحين بلغ «أولجايتو» الثالثة

والثلاثين من عمره اشتد عليه المرض واعتلَّت صحته، وتوفِّى فى

رمضان سنة (٧١٦هـ).

سياسة أولجايتو الخارجية:

شق الأمير المملوكى «شمس الدين قرا سنقر» حاكم «دمشق» عصا

الطاعة على السلطان «الناصر محمد بن قلاوون» سلطان المماليك فى

«مصر» و «الشام» فى سنة (٧١٢هـ)، وفر إلى «إيران» لاجئًا،

فاستقبله «أولجايتو» أحسن استقبال، فشجعه «قرا سنقر» على

القيام بحملة على «الشام»، فوافقه وخرج بحملته، وحاصر مدينة

«الرحبة» بالعراق، ولكن أهل المدينة استعطفوه، وتدخل الوزير

«رشيد الدين» فرفع «أولجايتو» الحصار فى رمضان سنة (٧١٢هـ)،

وعاد بجيشه إلى عاصمته دون الدخول فى معارك مع المماليك،

فكانت هذه الحملة آخر حملات الإيلخانيين على المماليك فى «مصر»

والشام.

٨ - السلطان أبو سعيد بهادر [٧١٦ - ٧٣٦ هـ]:

تولى «أبو سعيد» حكم البلاد بعد وفاة السلطان «أولجايتو»، وكان

لايزال فى الثالثة عشرة من عمره، فاضطربت أحوال البلاد وتعددت

ثورات الأمراء المغول فى مناطق متفرقة ضده، غير أن «أبا سعيد»

استعان عليهم بقائد جيشه الأمير «جوبان»، فقضى عليهم، وأعاد

<<  <  ج: ص:  >  >>