إلى البلاد استقرارها وهدوءها.
الوزارة:
شهد منصب الوزارة تغييرات كثيرة، حيث أبقى السلطان «أبو سعيد»
على «رشيد الدين الهمدانى» و «تاج الدين التبريزى» فى منصب
الوزارة، ولكن «تاج الدين» الذى كان يجيد المعاملات التجارية
والمالية مع كونه أميا لا يعرف القراءة والكتابة، أراد أن ينفرد بهذا
المنصب، وعمد إلى الدهاء والوقيعة لدى السلطان للتخلص من «رشيد
الدين» ونجح فى ذلك، وأمر السلطان بقتل «رشيد الدين» فى سنة
(٧١٨هـ)، فانفرد «تاج الدين عليشاه» بالوزارة حتى وفاته فى
أوائل سنة (٧٢٤هـ)، فوليها من بعده «دمشق خواجه» ابن الأمير
«جوبان»، وصارت أمور الجيش والشعب فى أيدى الأمير وابنه وعلا
شأنهما، وتجاهلا السلطان فى معظم الأمور، فغضب السلطان من ذلك
وأمر بقتلهما، ثم نصب «غياث الدين بن رشيد الدين فضل الله» فى
هذا المنصب، لشعوره بالندم على قتل أبيه فضلا عن أن «غياث
الدين» كان أصلح الناس لهذا المنصب فى ذلك الوقت؛ حيث إنه كان
واسع الأفق، ومطَّلعًا على العلوم العقلية والنقلية، فأحسن إدارة
شئون الدولة وتوخى العدل، وعمل على رعاية مصالح الناس، وظل
فى منصبه حتى وفاة «أبى سعيد» فى (١٣ من ربيع الأول سنة
٧٣٦هـ).
كان «أبو سعيد» آخر سلاطين الإيلخانيين الأقوياء، كما كان كريمًا
جوادًا، شجاعًا، محبا للعلم، فراجت فى عهده العلوم والآداب، وعاش
فى بلاطه كثير من الشعراء والمؤرخين؛ حين كان هو نفسه شاعرًا
وله أشعار جيدة باللغة الفارسية، واشتهر بجودة الخط والغناء.
سياسة أبى سعيد الخارجية:
تعرضت العلاقة بين «مصر» والبلاد الفارسية فى عهد الإيلخانيين
لنوبات من الحرب والسلام، ولكن هذه العلاقة دخلت مرحلة جديدة من
الصداقة والوئام فى عهد السلطان «أبى سعيد»، وتم توقيع اتفاقية
بين الطرفين فى عام (٧٢١هـ) فى عهد السلطان «أبى سعيد»
الإيلخانى، والسلطان المملوكى «الناصر محمد ابن قلاوون».
انهيار دولة الإيلخانيين المغول: