تعرضت «الدولة الإيلخانية» -عقب وفاة السلطان «أبى سعيد بهادر» -
للضعف والزوال، حيث كان السلاطين الذين اعتلوا عرش هذه الدولة
بعد «أبى سعيد» ضعاف الشخصية، كما كانوا ألعوبة فى أيدى
الأمراء المغول وكبار رجال الدولة، وظل هذا حال هذه الدولة حتى
وفاة «أنوشيروان» آخر السلاطين الإيلخانيين فى سنة (٧٥٦هـ)،
فتقاسم خمسة من كبار الأمراء المغول أملاك هذه الدولة، وكون كل
منهم دولة صغيرة مستقلة، وهذه الدول هى:
- دولة آل جلائر (الجلائريون).
- دولة الجوبانيين.
- دولة آل المظفر.
- دولة السربداريون.
- دولة آل كرت.
وأخذت هذه الدويلات الخمس تتنازع فيما بينها، ودخلت كل منها فى
حروب طاحنة مع غيرها، وظلت على ذلك حتى خرج عليها الأمير
«تيمورلنك» وتمكن من القضاء عليها نهائيا بحملاته المتعددة التى
بدأها فى سنة (٧٨٨هـ) على إيران والعراق.
مظاهر الحضارة:
- الإدارة ونظم الحكم:
استعان المغول بالموظفين الفرس فى إدارة شئون الدولة، إذ لم يكن
بوسع هؤلاء المغول الأميين وحدهم إدارة شئون هذه البلاد المترامية
الأطراف، وجمع الضرائب والأموال، وإقرار الأمن.
وكانت هناك أسر فارسية تتوارث منصب الوزارة، مثل: أسرة
الجوينيين، وأسرة رشيد الدين فضل الله، ولقد كان لهذه الأسر فضل
كبير فى تحقيق الاستقرار الداخلى، لاطمئنان أفراد الشعب بأن
حكامهم المباشرين ليسوا غرباء عنهم ولا خصومًا لهم، كما كان لهذه
الأسر فضل آخر فى التأثير على ملوك المغول وأمرائهم وجذبهم
بالتدريج إلى الاندماج فى الحياة الاجتماعية على نمط فارسى
إسلامى، فبدا لمن يرقب أحوالهم ويتتبع تفصيلات حياتهم أنهم كانوا
وكأنهم أسرة من الأسر الإيرانية الحاكمة.
وعلى الرغم من ذلك ظل المغول ينظرون إلى الفرس على أنهم خصوم
وأعداء لهم حتى دخل المغول فى الإسلام أفواجًا فى عهد «السلطان
غازان»، فتغيرت عندئذٍ نظرتهم، ولم يعودوا يرون أهل البلاد
الأصليين غرباء عنهم وخصومًا لهم.