للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تداولها، واضطربت أحوال الشعب، وأغلق التجار محالهم، وامتنعوا

عن البيع والشراء، فانتهى الأمر بإلغاء هذه العملة.

وعمد الإيلخانيون إلى إصلاح ما أفسدته وخربته الحروب، وأعادوا

فتح الأسواق، وأكثروا منها، وازدهرت صناعة المنسوجات، وصناعة

اللؤلؤ.

ونشطت التجارة وأصبحت العراق وإيران من أشهر مراكز التجارة فى

ذلك الوقت، وقامت علاقات تجارية واسعة بين الإيلخانيين والصينيين

والتركستان، وصُدِّرت المصنوعات الحريرية، واللؤلؤ إلى أوربا عن

طريق الهند. وكانت «تبريز» مركز رواج وازدهار التجارة لوجود عدة

طرق برية بها، تمر منها القوافل.

وعلى الرغم من الطبيعة البدوية التى غلبت على المغول الأُول، وعدم

اكتراثهم بالمنشآت العمرانية وتفضيلهم للعيش فى الخيام، فإن

هولاكو - على سبيل المثال -شرع بعد استقراره فى إيران فى إنشاء

المبانى الكبيرة والقصور الفخمة فى أذربيجان و «تخت سليمان»،

كما بنى مرصدًا فى مراغة سنة (٦٥٨هـ)، وعهد إلى العالم الفيلسوف

«نصير الدين الطوسى» بالإشراف على بنائه وإدارته، وقد تم تأسيس

مكتبة كبرى إلى جوار هذا المرصد، ولم يكن يعمل فيه الفلكيون

العرب والإيرانيون فحسب بل عمل فيه أيضًا المنجمون الصينيون

والهنود.

الوضع الدينى:

تدهور الوضع الدينى منذ البداية فى الدولة الإيلخانية، حيث نشبت

الصراعات المذهبية والدينية بين أهل السنة بالعراق، وأصحاب

المذهب الشيعى بالدولة الإسماعيلية بإيران، ومما لاشك فيه أن فتنة

الكرخ التى حدثت بالعراق، وما ترتب عليها من فوضى أمنية كانت

سببًا رئيسًا فى الاجتياح المغولى لهذه البلاد.

وقد ظل الصراع محتدمًا بين السنة والشيعة فى ظل حكم دولة

الإيلخانيين، وتبوأ المسيحيون مكانًا بارزًا على الرغم من الاختلافات

المذهبية التى كانت قائمة بين أتباعها، واستغل البوذيون كل هذه

الخلافات والصراعات وتبوءوا مكانة عالية. ومع ذلك كان الإيلخانيون

<<  <  ج: ص:  >  >>