للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ينظرون إلى الجميع نظرة واحدة مؤداها أنهم رعية، وعليهم السمع

والطاعة.

ولقد ظل هذا الوضع قائمًا حتى تولى السلطان «محمود غازان»

الحكم، فأعلن الدين الإسلامى دينًا رسميا للدولة الإيلخانية، ومن ثم

اقتصرت وظائف الدولة على المسلمين.

وبعد:

فقد تكونت «الدولة الإيلخانية» من قبائل وطوائف متعددة، لم يكن

بينها رابط ثقافى أو وطنى، ولم تكن تجمعها تحت راية واحدة إلا

قوة الإيلخانيين الأقوياء، فلما مات السلطان «أبوسعيد» آخر

السلاطين العظماء ولم يعقِّب ولدًا يخلفه على العرش؛ تبددت القوة

المركزية للدولة، وانتقلت المبادرة إلى أيدى الأمراء المغول الذين

غلب عليهم طابع البداوة، فاختل التماسك، وتمزقت البلاد، وضاع

الهدف الذى من أجله أقيمت هذه الدولة، وطغت المصلحة الشخصية

على المصالح العامة، ثم ما لبثت الدويلات التى أقامها الأمراء على

أنقاض الدولة الأم أن ضاعت هى الأخرى على يد «تيمورلنك»،

فأسرع جانب من المغول الذين كانوا يقيمون فى «إيران» إلى

الاندماج فى العناصر التركية التى تعيش فى تلك البلاد، بينما اندمج

جانب آخر منهم فى الإيرانيين الفرس الذين يعيشون بينهم، وذابوا

فيهم، وهكذا سقطت «الدولة الإيلخانية» على أيدى أمرائها.

<<  <  ج: ص:  >  >>