للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأمر المؤذنين أن يزيدوا فى الأذان عبارتَى:

«أشهد أن عليا ولى الله»، و «حى على خير العمل».

مضى الشاه «إسماعيل» فى إرساء قواعد دولته، وترسيخ دعائم

مذهبه، وتنظيم إدارة بلاده، فاتخذ من «حسين بك لله» نائبًا له،

وجعل «الشيخ شمس الدين اللاهيجى» حاملا للأختام، واستوزر «محمد

زكريا»، ثم قضى على قبيلة «آق قيونلو»، ودخل «شيراز»، وأقر

فيها مذهبه الشيعى، فأصبحت «إيران» دولة شيعية بين قوتين

سنيتين هما: «الهند» والأتراك من جهة الشرق، والعثمانيون والشام

فى الغرب.

قاست «بلاد الكرج» و «أرمينية» مرارة الصراع بين الصفويين

والعثمانيين؛ إذ إنها تارة تصير تابعة للصفويين، وأخرى تابعة

للعثمانيين.

ويعود لمراد الرابع الفضل فى تحديد حدود «إيران» الغربية، حيث ضم

«بغداد» و «الجزيرة» إلى الحكم العثمانى سنة (١٠٤٨م)، كما نجح

«أحمد درانى» فى إقامة دولة مستقلة فى «أفغانستان» بعد أن

كانت تابعة مرة للهند، وأخرى لإيران، فلما ضُمت «هراة» إلى

«أفغانستان» رُسمت حدود «إيران» الشرقية، ثم حددت حدودها

الشمالية باستيلاء الروس على المناطق الشمالية، وبقيت هذه الحدود

قائمة حتى تمت «اتفاقية الجزائر» فى عام (١٩٧٥م).

الشاه إسماعيل الأول [٩٠٠هـ = ١٤٩٤م]:

تميز الشاه «إسماعيل» بالصبر والذكاء وقوة الإرادة، والشجاعة

والإقدام وحسن الإدارة، فالتف الناس حوله بالترغيب تارة وبالترهيب

تارة أخرى، وأقام دولته على أساس مذهبى ذى أصول سياسية

واقتصادية وإدارية، ووضع الأساس الذى استمرت عليه هذه الدولة

نحو قرنين من الزمان، وباتت ذات دور مؤثر وحيوى فى المنطقة،

وقد أُعجب معاصرو الشاه «إسماعيل» به وبسياسته، وقد وصفه

«ميرخواند» فى كتابه «روضة الصفا» بقوله: «كان ذلك الملك نادرة

الزمان، وأعجوبة الليل والنهار».

ولعل من أبرز إنجازات «إسماعيل الصفوى» هى إقراره لوحدة

«إيران» الوطنية والسياسية، وتحديد معالم شخصية دولته فى الداخل

<<  <  ج: ص:  >  >>