للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والخارج، غير أنه صعَّد -فى الوقت نفسه- حدة الصراع بين الصفويين

والعثمانيين، وعمَّق الخلاف المذهبى بين السنيين والشيعة.

خلف الشاه «طهماسب الأول» أباه «إسماعيل الأول» على العرش فى

(يوم الاثنين ١٩ من رجب عام ٩٣٠هـ = ١٥٢٤م)، وحكم أكثر من نصف

قرن دخل خلالها فى حروب كثيرة مع العثمانيين والأوزبك

و «كرجستان»، ثم خلفه ابنه الشاه «إسماعيل ميرزا» الذى تلقب

بالشاه «إسماعيل الثانى» فى عام (٩٨٤هـ = ١٥٧٦م]، واعتمد

سياسة الاعتدال فى نشر المذهب الشيعى، فأبعد عددًا من علماء

الشيعة المتعصبين عن بلاطه، وأمر بمنع لعن الخلفاء الثلاثة والسيدة

«عائشة» فوق المنابر وفى الطرقات، وحاول إعادة المذهب السنى

إلى البلاد بالتدريج، مما أثار عليه حفيظة الطبقة الحاكمة وأغلبية

المجتمع، وقرروا عزله وتعيين ابن أخيه «حسن ميرزا» إذا لم يتراجع

عن ذلك، فعمل على تهدئة الثورة التى قامت ضده، وأبعد علماء

المذهب السنى عن بلاطه، ونقش على السكة بيتًا مضمونه: أن عليا

وآله أولى بالخلافة فى العالم الإسلامى كله.

لم يتمكن الشاه «إسماعيل الثانى» من البقاء فى الحكم فترة طويلة،

حيث قُتل، وقد اختلفت الروايات فى كيفية قتله، وتم اختيار «محمد

خدا بنده» ملكًا على «إيران» فى عام (٩٨٥هـ = ١٥٧٨م)، فكثرت فى

عهده الاضطرابات التى لم يستطع السيطرة عليها، إذ لم يكن جديرًا

بالحكم، فخلفه ابنه الشاه «عباس الأول» على العرش من عام (٩٩٦هـ

= ١٥٨٨م) إلى عام (١٠٣٨هـ = ١٦٢٩م)، ويعد عهده من أبرز عهود

الحكم الصفوى فى «إيران» وأهمها؛ إذ عمل على رفاهية شعبه

وتعمير بلاده، ونقل عاصمة دولته من «قزوين» إلى «أصفهان»،

وأعاد الحكم المركزى إلى «الدولة الصفوية»، على الرغم من

الصعوبات والحروب الكثيرة التى اعترضت سبيله، ونجح فى إقرار

أمن بلاده وتأمين رعيته؛ واتخذ مجلسًا لبلاطه ضم سبعة أشخاص

بسبع وظائف هى: «اعتماد الدولة» - «ركن السلطنة» - «ركن

<<  <  ج: ص:  >  >>