للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إلى الهجوم على بلاد «الكرج». ثم أسس «نادر شاه الأفشارى»

دولته بإيران، وبذل جهودًا مضنية للقضاء على الانقسام القائم فى

الجزء الشرقى من العالم الإسلامى، وأعلن المذهب السنى مذهبًا

رسميا للبلاد؛ عوضًا عن المذهب الشيعى، واضطهد زعماء الشيعة،

ولكن محاولاته وجهوده هذه لم تسفر عن نتائج قاطعة، فقام

بتوسعات وفتوحات كثيرة، ودخل «دلهى» ونهب قصورها، وضم

«جزيرة البحرين» إلى «إيران» فى عام (١١٥١هـ = ١٧٣٨م)، ثم مضى

إلى فتح «العراق» فى سنة (١١٥٦هـ = ١٧٤٣م).

لم تسفر حروب «نادر شاه» الخارجية عن فائدة فعلية لشعبه، بل

على العكس من ذلك، فقد قاد جيوشه من أقصى الشرق إلى الغرب،

وحمَّل الشعب أعباء الإنفاق على هذه الجيوش، فى حين كان من

الممكن أن يصرف هذا الإنفاق على تنمية البلاد ورفاهية هذا الشعب.

استطاع «أقا محمد القاجارى» أن يسيطر على كل «إيران»

و «جورجيا»، ثم خلفه ابن أخيه «فتحعلى شاه»، فأقامت «إيران»

فى عهده علاقات سياسية مع الدول الأوربية، وعقد فى سنة

(١٢٢٢هـ = ١٨٠٧م) معاهدة تحالف مع «فرنسا»، ولذا كان من

المتوقع أن تسمح «إيران» لنابليون بونابرت بالمرور عبر طريقها

البرى للوصول إلى «الهند» فى مقابل أن تمد فرنسا «الدولة

القاجارية» بالأسلحة، ومدربى الجيش، لكى تتمكن «إيران» من

التصدى لروسيا القيصرية التى استولت على «جورجيا» فى عام

(١٢١٦هـ = ١٨٠١م)، ولكن الأمور لم تسر وفق ما كان متوقعًا، فقد

اتفق «بونابرت» مع «روسيا»، ووقع الروس والإيرانيون معاهدة

«كلستان» فى عام (١٢٢٩هـ = ١٨١٣م)، واعترفت «إيران» بموجب

هذه المعاهدة بحق ملكية «روسيا» لجورجيا، ومع ذلك لم تستقر

الأوضاع، ودخلت «إيران» فى سلسلة من الحروب مع «روسيا»؛ التى

استولت على «تبريز»، وفرضت على «إيران» غرامة مالية، بموجب

معاهدة «تركمان جاى» التى عُقدت فى سنة (١٢٤٤هـ = ١٨٢٨م)،

فضلا عن تنازل «إيران» عن إقليمى «إريوان» و «نخجوان» لروسيا،

<<  <  ج: ص:  >  >>