للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

إذ كان محبا للعلم والعلماء، وحفيا بالثقافة، كما كان عادلا وتقيا

وورعًا، فاشتهر بسلوكه الحسن وسيرته الطيبة بين الرعية.

ولى «شاهرخ» أملاك «الدولة التيمورية» فيما عدا «سوريا»

و «العراق العربى»، فقام بإصلاحات كثيرة فى البلاد، وشيد

المبانى، وبنى المدارس الكثيرة فى «بخارى» و «سمرقند»، وأنشأ

مرصده الشهير، ثم خلفه ابنه «أولوغ بك» على العرش، وقتله ابنه

«عبداللطيف بن أولوغ» فى سنة (٨٥٣هـ = ١٤٤٩م)، ثم قُتل هو الآخر

من بعده، ولم يستفد، من قتل أبيه، وتمكن «أبو سعيد ميرزا» من

الاستيلاء على الحكم بسمرقند فى سنة (٨٥٤هـ = ١٤٥٠م)، ثم تولى

من بعده «أحمد» فى سنة (٨٧٢هـ = ١٤٦٧م)، ثم من بعده «محمود»

فى سنة (٨٩٩هـ = ١٤٩٣م)، ولم يلبث بالحكم سوى عام واحد فقط،

ثم حدثت الاضطرابات فى سنة (٩٠٦هـ = ١٥٠٠م)، وقضى

«الشيبانيون» على «الأسرة التيمورية» فيما عدا «ظهير الدين بابر»

الذى فر إلى «الهند»، وتمكن بعد ذلك من تأسيس دولة عظيمة بها.

العلاقات الخارجية:

اتسمت علاقة «الدولة التيمورية» بالعالم الخارجى بالعداء والتناحر،

بسبب رغبتها فى التوسع على حساب جيرانها، وقد طرد

«تيمورلنك» الجغتائيين من بلاد «ما وراء النهر»، ثم أسس دولته

التيمورية بها، واستولى على «خوارزم» فى عام (٧٨١هـ)، ثم

استولى على «إيران»، و «أفغانستان»، و «أذربيجان»، و «العراق»،

و «سورية»، ودخل حروبًا كثيرة من أجل تحقيق ذلك، وأحرز

انتصارات متعددة فى بلاد «الهند»، ثم دخل «دهلى»، فأصبح ذا ملك

عظيم، وسيادة على مساحة شاسعة من الأرض، ولكن خلفاءه لم

يحافظوا على ما سعى من أجل تحقيقه طيلة حياته، وكأن وفاته

جاءت إيذانًا بالعودة إلى أعداء الدولة ومنافسيها، لاستعادة

عروشهم، والاستقلال ببلادهم التى اغتصبها التيموريون جبرًا،

وقسرًا، وعدوانًا، وعلى الرغم من ذلك لا يجب إغفال دور «شاه رخ

بن تيمورلنك» (٨٠٧ - ٨٥٠هـ = ١٤٠٥ - ١٤٤٧م)؛ إذ كان رجلا عادلا

<<  <  ج: ص:  >  >>