للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«هندوستان»، ثم واصل جهاده حتى بلغ حدود «كشمير»

و «البنجاب»، وغزا «سومنات» ومنها إلى «كجرات»، ثم استولى

على بلاد «الغور» فى عام (٤٠١هـ= ١٠١٠م)، وأخضع مناطق «ما

وراء النهر»، ومدينتى «بخارى» و «سمرقند» لحكمه، فلقبه

المؤرخون بلقب «مكسر الأصنام»، كما كان أول من تلقب بلقب

السلطان من أمراء المسلمين.

وأضحت مدينة «غزنة» فى عهده منارة للعلم، ومقصدًا للعلماء، ووفد

عليها أشهر أدباء هذا العصر أمثال الشاعر «الفردوسى»، وأصبحت

عامرة بالمساجد والسدود والأبنية الخيرية، التى لا تقل بهاءً وجمالا

عن المنشآت الهندية التى اشتهرت بدقة التصميم وجمال العمارة.

وتُوفى السلطان «محمود» فى عام (٤٢١هـ = ١٠٣٠م)، بمدينة غزنة.

وفى سنة (٥٥٦هـ = ١١٦١م)، أسقط الغوريون «غزنة» وسيطروا

عليها، ولم يستطع أحفاد السلطان «محمود الغزنوى» الصمود أمام

هجمات الغوريين، ولم يتمكنوا من استعادة عاصمة بلادهم، فسقطت

«الدولة الغزنوية» فى سنة (٥٨٢هـ = ١١٨٦م).

العلاقات الخارجية:

أقام الغزنويون علاقات عديدة مع كل الدول المحيطة والمجاورة،

وبصفة خاصة مع «هندوستان»، وتجدر الإشارة إلى أن حكم

المسلمين لبلاد «الهند» بدأ مع خروج الحملات الغزنوية لفتحها؛ إذ

اتخذت هذه الحملات من «لاهور» مقرا لها، ومركزًا لنشر الدعوة

الإسلامية، فلما ورث الغوريون دولة الغزنويين، تولوا سلطنة

«دهلى»، وواصلوا الطريق، ونشروا الدين، وبسطوا نفوذ المسلمين

على كل بلاد الهند الشمالية. ولعل فتوحات السلطان «محمود

الغزنوى» بالهند قد بلغت مدى لم تبلغه أية قوة إسلامية بعده،

فكان له فضل نشر الدعوة، ودخول أعداد كثيرة فى دين الله، فأعز

الله به الإسلام، وأعلى كلمة التوحيد فى هذه البلاد.

المظاهر الحضارية فى الدولة الغزنوية:

ضمَّت أراضى «الدولة الغزنوية» عناصر وأجناسًا سكانية متعددة،

شملت الأتراك والفرس واليهود والنصارى وغيرهم، واعتمد الغزنويون

<<  <  ج: ص:  >  >>