على الأتراك فى بلاطهم، وأكثروا منهم فى الجيش، فزاد نفوذهم،
كما زاد نفوذ الفرس فى جوانب الثقافة والأدب والعلوم والاقتصاد،
ونهضت الدولة فى هذه المجالات بفضل جهودهم، ولذا فقد اهتم
الغزنويون بإحياء أعيادهم والاحتفال بها، إلى جانب الاحتفال
بأعياد المسلمين كعيدى الفطر والأضحى، على أن هذه الاحتفالات
كانت تتوقف فى المناسبات الحزينة التى تمر بالدولة، مثلما حدث فى
عيد الأضحى سنة (٣٤١ هـ = ١٠٣٩م)، حين ألغى السلطان «مسعود
الغزنوى» الاحتفال به، بسبب الهزيمة التى منيت بها الدولة أمام
السلاجقة، وكانت المجاملة من الأمور التى حرص عليها الشعب
الغزنوى فى المناسبات مثل: استقبال وفود الخليفة إلى السلطان
وتوديعهم، أو تنصيب السلطان، أو تعيين وزير، أو صاحب منصب
كبير، وكان الشعب يتسابق فى تقديم الهدايا فى هذه المناسبات،
كما كان من عاداته ارتداء البياض رمزًا للحزن فى مناسبات الحداد.
ومن المؤكد أن السلاطين الغزنويين قد عاشوا حياة مترفة، أنبأتنا
بها قصورهم الفخمة، ومواكبهم المهيبة، وكذلك مظاهر الزينة والأبهة
التى تناقلتها ووصفتها مصادر المؤرخين ومراجعهم، ويتجلى هذا
الترف فى المواكب السلطانية وحفلات الزواج، ومراسم تولية السلطان
أو تنصيب الوزير.
ولم يغفل الغزنويون الترفه بأنواع التسلية، فكانت المصارعة وحمل
الأحجار الثقيلة، والمبارزة، والصيد، من أنواع الرياضة التى اهتم بها
أمراء البيت الحاكم، وكان السلطان «مسعود» - قبل أن يلى السلطة -
يهتم بهذه الرياضة ويقول: «ينبغى التعود على مثل ذلك؛ حتى لا
يعجز المرء إذا قابلته مهام صعاب، أو ساعات شداد»، ولذا كان
يبارز الأسود وهو جالس على ظهر فيل، ولا يسمح لأحد بمساعدته
فى ذلك، وكان الصيد يتم - أحيانًا - بواسطة الفهود والكلاب، وكانت
التسلية المفضلة عند الشعب الغزنوى هى ركوب السفن فى بعض
الأنهار.
النهضة الثقافية فى الدولة الغزنوية: