الاضطرابات التى قامت وعمت مناطق واسعة من الإمبراطورية المغولية
إلى سقوط هذه الإمبراطورية فى قبضة الإنجليز فى عام (١٢٧٥هـ =
١٨٥٨م).
العلاقات الخارجية:
أقام المغول علاقات وطيدة مع بعض بلدان العالم الخارجى، لدرجة
أن الشاه الصفوى أمد «ظهير الدين بابر» بجنود من الفرس؛ لكى
يستعيد المناطق التى سلبت من دولته ببلاد «ما وراء النهر»، وأرغم
هؤلاء الجنود الناس على اعتناق المذهب الشيعى بالقوة، وقاموا
بإقامة مذابح لسكان هذه المناطق، فاتحد هؤلاء السكان وطردوا
جنود الفرس، بل اتحدوا مع «الأزبك» وطردوا «بابر» نفسه؛ حيث
فشل فى منع الفرس من قتل الناس وتعذيبهم، فتوجه «بابر» ناحية
«الهندستان» واستولى عليها بعد أن انتصر على «الراجبوتيين» فى
«خانوه».
كما أقام المغول علاقات مع البرتغاليين، الذين أمدوهم بالمدافع
للوقوف أمام حاكم «الكجرات» فى عهد «همايون»، واستعان
«همايون» بالشاه «طهما سب بن إسماعيل الصفوى» فى استعادة
حكمه على «هندستان»، بعد قضائه على أسرة «شيرشاه»، خاصة
أن شاه «إيران» هو الذى آواه فى محنته.
وقد وفد على «الهند» فى عهد «جهانكيز» مبعوثان إنجليزيان هما:
«وليم هوكنز» و «توماس راو»، ليعملا سفيرين لبلادهما من قبل الملك
«جيمس الأول»، وكان الهدف من هذه السفارة منافسة البرتغاليين
فى هذه البقاع؛ حيث كانت لهم عدة مراكز على شواطئ «الهند»،
وقد استعان «جهانكيز» بالإنجليز على طرد البرتغاليين من بلاطه،
ومحاربتهم ببحار «الهند»، ومنح الإنجليز امتيازات تجارية كثيرة.
يرجع زوال إمبراطورية المغول بالهند - فى المقام الأول - إلى
انصراف رجال الدولة إلى شئونهم ومصالحهم الخاصة، وتركهم مصالح
البلاد والعباد، وإيثار أنفسهم بالكنوز التى استولوا عليها فى
فتوحاتهم. ومن الحقائق المهمة أن عظماء الإمبراطورية المغولية
حكموا قرنين من الزمان، وكان هدفهم الأول هو العمل من أجل