مصلحة الدولة واستقرار أوضاعها وأمنها، ثم تبدلت الأوضاع خلال
القرن الثالث والأخير لهذه الإمبراطورية، حيث غزا «نادر شاه» بلاد
«الهند»، وخرب عمرانها، وقضى على مظاهر الحضارة فيها، ثم
تركها لأعداء الإمبراطورية المغولية من «السيخ»،و «الهندوس»
و «الإنجليز».
كان «بهادر شاه الثانى» آخر حكام المغول فى «الهند»، وعزل فى
(١٣من شعبان سنة ١٢٧٤هـ = ١٨٥٨م)، ثم استولت «إنجلترا» على
الإمبراطورية المغولية، واستعمرت بلاد «الهند»، فعانت هذه البلاد من
تعسف «الإنجليز» وظلمهم وطغيانهم، واستنزفت الشركة البريطانية
ثروات هذه البلاد واستعبدت أهلها، وأسفر ذلك فى النهاية عن ثورة
وطنية ضد هذا الظلم وذلك الإجحاف.
مظاهر الحضارة فى الإمبراطورية المغولية بالهند:
اتسم حكام الإمبراطورية المغولية بالهند بالتسامح والعدل بين
الرعية، وأدى ذلك إلى اقتراب الناس منهم، ومصاهرتهم، وإلى
انتشار الإسلام فى ربوع دولتهم، وقد تجلى هذا التسامح فى أبهى
صوره فى عهد السلطان «جلال الدين أكبر»، الذى نادى بأن تكون
«الهند» لأهلها من المسلمين والهندوس.
ظلت السلطة الفعلية فى أيدى السلاطين، إذ كانوا يسيطرون على
نظم الحكم كلها، فقويت البلاد فى عهد الحكام الأقوياء، وسقطت
بالسلاطين الضعفاء، ولم تكن للوزير أو الوالى سلطات قوية.
انقسمت إدارة الأراضى الزراعية للدولة إلى نوعين، أولهما: إقطاع
القادة والأمراء مساحات من الأرض، ليقوموا على زراعتها ورعايتها،
ثم ينفقوا من غلتها على جنودهم وخدمهم وتابعيهم، والنوع الثانى:
شبيه بما يحدث اليوم؛ إذ كان الرجل يأخذ قطعة أرض مقابل الالتزام
بدفع بدل يؤديه إلى خزانة الدولة.
ولعل العمارة كانت من أبرز مظاهر الحضارة فى الإمبراطورية
المغولية فى «الهند»، إذ اهتم بها البابريون اهتمامًا بالغًا، وعمدوا
إلى تعمير المدن، وأصبح لهم طرازهم المعمارى المميز، الذى كان
مزيجًا من فنون المسلمين والهندوس، وكانت أهم سماته القباب