للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«مصر» والشام، ولكن صلحًا تم بينهما أمام الخليفة الذى أقر

«الإخشيد» على ما تحت يديه من ولايات، وكان الخليفة «المتقى»

على صلة طيبة بالإخشيد، وعزم على نقل مقر الخلافة إلى «مصر»،

للتخلص من نفوذ الأتراك، ولكن ذلك لم يتحقق، فعمل الخليفة

العباسى على تقوية جانب «الإخشيد» ماديا وأدبيا، ليلجأ إليه عند

الحاجة، ومد سلطانه وولاه «مكة» و «المدينة» إلى جانب «مصر»

والشام، كما جعل هذه الولاية له ولأولاده من بعده مدة ثلاثين عامًا.

أما علاقة «كافور» بالخلافة العباسية فكانت علاقة وئام ووداد،

واتضحت هذه العلاقة حين سار «كافور» بابنى «الإخشيد»:

«أنوجور» و «على» إلى «بغداد»؛ لتجديد ولاء الإخشيديين للخلافة

العباسية، غير أن «كافور» سمح -فى عهده - لدعاة الفاطميين

بدخول «مصر» والدعوة لمذهبهم فيها، فهيأ بذلك الظروف لدخول

الفاطميين «مصر» سنة (٣٥٨هـ).

الجوانب الحضارية للعهد الإخشيدى:

كان الاتجاه الحضارى فى العهد الإخشيدى شديد الشبه بالاتجاه

الحضارى فى العصر الطولونى؛ لقرب الصلة الزمنية بين العهدين،

وتميزت حضارة الإخشيديين بزيادة العمران بالفسطاط ومدِّ ضواحيها،

وتشييد القصور وإقامة البساتين الجميلة، كما كان «ضرب السَّكَّة»

من مظاهر الاستقلال فى العهد الإخشيدى، فقد ضربوا السكة وجعلوا

عليها أسماء الإخشيديين إلى جانب الخليفة، وفى عهدهم ظهر

منصب «الوزارة» رسميا، لأول مرة فى «مصر» منذ الفتح الإسلامى

لها، وكان «أبو الفتح الفضل بن جعفر بن الفرات» أول من تولى هذا

المنصب حتى وفاته سنة (٣٢٧هـ)، ثم من بعده ابنه «جعفر»، الذى

ظل يشغل هذا المنصب حتى نهاية الدولة الإخشيدية، وكذلك كان

منصب «الحاجب» من المناصب التى ظهرت أهميتها فى البلاط

الإخشيدى، وقد أولى الإخشيديون القضاء عنايتهم، وكان من أشهر

قضاتهم: «محمد ابن بدر الصيرفى» و «الحسين بن أبى زرعة

الدمشقى»، وكان «عمر ابن الحسن الهاشمى» من أشهر القضاة فى

<<  <  ج: ص:  >  >>