للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عهد «كافور»، وكذلك «أبو طاهر الزهلى» الذى ظل على قضاء

«مصر» حتى دخلها الفاطميون.

لعل من أبرز مآثر «الإخشيد» أنه كان يجلس للنظر فى المظالم يوم

الأربعاء من كل أسبوع، وحذا «كافور» حذوه فى ذلك، كما أن

«الإخشيد» كان ذا عزيمة، فقد أعد جيشًا قويا بلغ أربعمائة جندى

فيما عدا حرسه الخاص، فنعمت البلاد بالرخاء والثراء خلال هذا العهد

الذى لم يبخل فيه «الإخشيد» بأى مال أو معونة، وأنعم على الفقراء

وقدم لهم المساعدات، ومضى «كافور» على نفس الدرب، ويُروَى عنه

أنه كان يعمل على إسعاد الفقراء وخاصة فى الأعياد، وكان يخرج

من ماله يوم عيد الأضحى حمل بغل ذهبًا، وكشوفًا بأسماء

المحتاجين، وينيب عنه من يمر عليهم ويعطى كلا منهم نصيبه.

العلم:

كان للعلم والأدب دولة ذات شأن فى بلاط الإخشيديين، ونبغ فى

عهدهم عدد كبير من العلماء منهم: «أبو إسحاق المروزى» المتوفَّى

سنة (٣٤٠هـ) أحد الأئمة المعروفين بسعة معارفهم وكثرة مؤلفاتهم،

و «على بن عبدالله المعافرى» قاضى «الإسكندرية» المتوفى سنة

(٣٣٩هـ)، ومن المحدثين: «الحسن بن رشيق المصرى» المتوفَّى سنة

(٣٧٠هـ) ومن النحاة: «أحمد بن محمد بن الوليد التميمى المصرى»،

ومن المؤرخين: «أبو عمرو الكندى»، ومن الشعراء: «المتنبى»،

وغيره كثيرون، وكان لهؤلاء العلماء أثر كبير فى الحياة الحضارية

والعلمية فى «مصر»، فقد عملوا على شرح علومهم وتبسيطها

للناس، فزاد عدد المتعلمين، وارتفع مستوى التفكير والفهم لدى

الناس خلال هذه الفترة من حكم الإخشيديين.

الإصلاحات:

اهتم الإخشيديون بالبناء والإصلاح، ولكن معظم ما أقاموه قد زال،

ولم يبق منه سوى الاسم فقط.

قام «الإخشيد» بالكثير من مشروعات الإصلاح، فتحسنت أحوال البلاد

الاقتصادية، ونهضت نهضة قوية أدهشت المؤرخ الشهير «أبا الحسن

على المسعودى»، الذى زار «مصر» فى عهد «الإخشيد»، وأُعجب

بما أقامه «الإخشيد»، ووصف نظام الرى، وجبر الخليج، وقطع

<<  <  ج: ص:  >  >>