للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفتن، وبنى جامعه المعروف بجامع الجيوش بالمقطم، فتحسنت

الأحوال فى عهده باستثناء إذكائه روح العداء بين الشيعة والسنة،

لأنه كان شيعىا متعصبًا، وظل وزيرًا للمستنصر حتى وافاه أجله فى

عام (٤٨٧هـ)، بعد أن عهد إلى ابنه بالوزارة من بعده، ليصبح هذا

الأمر تقليدًا جديدًا، لم يُعمَل به من قبل.

المستعلى:

ولى الخلافة بعد أبيه المستنصر سنة (٤٨٧هـ) على الرغم من حداثة

سنه، وعدم شرعية خلافته لوجود أخيه «نزار» الأكبر منه فى السن،

ولكن الوزير «الأفضل بن بدر» أسهم إسهامًا كبيرًا فى هذا ليتمكن

من السيطرة على الخليفة الصغير، وخرج «نزار» إلى الإسكندرية

ليكون فى حماية واليها «أفتكين» فخرج إليهما «الأفضل» بجيش

كبير، ودارت الحرب بين الفريقين، فاضطر «نزار» و «أفتكين» إلى

طلب الأمان، فأجابهما «الأفضل» إلى مطلبهما، ثم قتلهما بعد أن

هدأت الأمور، فانقسم الشيعة على أنفسهم، وأعلنت الباطنية (فرقة

تفرعت عن الشيعة لها معتقداتها الخاصة) وعلى رأسهم «الحسن بن

الصباح» أن نزارًا كان الأحق بالخلافة، لأن «الحسن» زار «مصر»

وسأل «المستنصر» عمن يكون خليفته، فقال له: إنه «نزار».

الآمر:

ظل «المستعلى» خليفة حتى وفاته سنة (٤٩٥هـ)، وولى ابنه الملقب

بالآمر الخلافة عقب وفاته، ولم يكن حاله مع وزيره «الأفضل ابن بدر»

بأفضل من حال أبيه، وازداد تعصب «الأفضل» لمذهبه الشيعى على

حساب أهل السنة، وأغلق دار العلم؛ لأن بعض أهل السنة دخلوها

وأثروا على بعض مرتاديها من الشيعة، ويؤرخ «المقريزى» لهذا

بقوله: «إن الأفضل ألغى الاحتفالات الخاصة بمولد النبى - صلى الله

عليه وسلم -، ومولد فاطمة ومولد «على» رضى الله عنهما، ومولد

الخليفة القائم بالأمر، وخاف الآمر على سلطانه، فأوعز إليه مَنْ قتله،

ثم قتل مَنْ قتله، وذلك باتفاق مع المأمون البطائحى أحد خواص

الأفضل بعد أن وعده الآمر بالوزارة، فعاد إلى الآمر كثير من نفوذه،

<<  <  ج: ص:  >  >>