للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأسند منصبه إلى ابنه «أبى شجاع العادل بن طلائع»، فرأى

«شاور» والى الصعيد أنه أحق بالوزارة من «أبى شجاع»، وقدم

على رأس قواته، وتمكن من خلع «أبى شجاع» من الوزارة، وتنصيب

نفسه مكانه سنة (٥٥٨هـ)، ولكنه لم يهنأ بمنصبه الجديد إذ استطاع

«ضرغام» أمير البرقية (فرقة من المغاربة» خلعه، فهرب «شاور»

إلى الشام مستنجدًا بنور الدين محمود ليعيده إلى منصبه، فأحس

«ضرغام» بالخطر وخشى من ضياع منصبه فاستنجد بعمورى

الصليبى ملك «بيت المقدس»، ولبى كل طرف نداء مَنْ استنجد به،

وقدمت القوات الإسلامية كما قدمت القوات الصليبية فى ثلاث حملات،

ولكن «أسد الدين شيركوه» قائد حملات «نور الدين محمود» كانت له

عقلية سياسية حكيمة، كما كان يجيد التخطيط الجيد، فتولى الوزارة

بنفسه بعد أن قُضى على الخصمين المتنافرين، وظل على ذلك حتى

مات، فخلفه فى منصبه ابن أخيه «صلاح الدين الأيوبى» السنىُّ

المذهب، فكان بمثابة المسمار الأخير فى نعش الدولة الفاطمية

الشيعية.

انهيار الدولة الفاطمية:

حين علا «صلاح الدين الأيوبى» كرسى الوزارة فى الدولة الفاطمية،

حدث الصدام المتوقع بين المذهبين الشيعى والسنى، فسلب الوزير

السنى من الخليفة «العاضد» الشيعى كل سلطانه، وبات الخليفة

كالمحجور عليه، وصار حبيس قصره، فاستاء أتباع الخليفة وجنوده

من هذا الوضع وقاموا بثورة عارمة، نجح الوزير «صلاح الدين» فى

تشتيتها، فاضطر مشعلوها إلى الهرب نحو صعيد «مصر»، فعمل

«صلاح الدين» على تثبيت قدميه، وتوطيد علاقته بالناس، وحارب

الصليبيين، وحقق انتصارات عظيمة عليهم، وعزل القضاة الشيعة،

وجعل السنيين بدلا منهم، ثم أرسل إلى «نور الدين» يطلب منه أن

يُلحق به أسرته فوافق، وألحقهم به، فقويت شوكته، وأحبه الناس

لسلوكه وسيرته بينهم، فلما اطمأن «نور الدين» إلى استقرار

الأوضاع أرسل إلى «صلاح الدين» يطلب منه إزالة الخلافة الفاطمية،

<<  <  ج: ص:  >  >>