للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والدعاء للخليفة العباسى، فرفض «صلاح الدين» أول الأمر خوفًا من

عواقب هذا الصنيع، ثم عمد إلى التجربة -بعد أن شاور خلصاءه-

فقرر أن يصعد واحد من الناس المنبر قبل الخطيب، ويدعو للخليفة

العباسى «المستضىء» ليرى ماذا سيفعل الناس، فلما تم له ما أراد،

ولم يثر أحد أسقط الدعاء للعاضد وجعله للمستضىء، فكانت نهاية

الدولة الفاطمية التى حكم ملوكها الأوائل رقعة شاسعة من العالم

امتدت من «المحيط الأطلسى» غربًا إلى «الخليج العربى» شرقًا،

ودُعى لأحد خلفائها على منابر «بغداد» -عاصمة الخلافة العباسية -

عامًا بأكمله.

وكان «العاضد» مريضًا حين سقطت دولته فآثر أهله عدم إخباره

حتى لا يفجع ويزداد مرضه، ولكنه لم يلبث طويلا وتُوفِّى سنة

(٥٦٧هـ).

علاقات الفاطميين الخارجية:

١ - صقلية:

فتحها «أسد بن الفرات» قاضى الأغالبة، وأسلم أكثر سكانها،

وظلت تابعة للأغالبة إلى زوال ملكهم سنة (٢٩٦هـ)، ثم أصبحت تابعة

للدولة الفاطمية الإسماعيلية، فحرص الفاطميون عليها لموقعها

الجغرافى، ووفرة مواردها، وخصوبة أرضها، وظلت كذلك حتى عهد

«المستنصر»، فلما حلت الشدة بمصر، وتعرضت للمجاعة، انشغل

الخليفة عن متابعة أمر «صقلية»، فعمتها الثورات، وزادت فيها

الاضطرابات، واستعان بعض أهلها بالفرنجة، فقدموا إليها،

وفتحوها، وفشل «المعز بن باديس» - والى الفاطميين على

«المغرب» - فى استعادتها، وظلت فى أيدى الفرنجة حتى استولى

النورمانديون عليها، فخرجت نهائيًّا من حكم الفاطميين.

٢ - البيزنطيون:

تجاورت ممتلكات الدولتين بعد دخول الشام فى حوزة الفاطميين،

وتذبذبت العلاقة بينهما بين السلم والحرب، ففى عصر «المعز» تحالف

البيزنطيون مع القرامطة، ثم مع «أفتكين»، وحاول «العزيز» غزوهم

عن طريق البحر، وعقدت هدنة بينهما مدتها سبع سنوات، ولكن

«باسيل الثانى» الإمبراطور البيزنطى تحالف مع الحمدانيين وحقق

<<  <  ج: ص:  >  >>