للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بعض الانتصارات على سواحل الشام، وفشل «العزيز» فى صدهم بعد

أن احترق أسطوله فى ميناء «المقس»، فبنى أسطولا آخر، وخرج به

تحت قيادته، ولكنه مرض وتُوفِّى فى «بلبيس»، فتسلم ابنه «الحاكم»

زمام الأمور. وحقق انتصارًا كبيرًا فى «أفامية»، ثم عقدت الهدنة بين

الطرفين لمدة عشر سنوات، ولكن العلاقات عادت إلى التوتر ثانية،

ثم هدأت فى عهد «الظاهر»، وفترة طويلة من عهد «المستنصر»

الذى عقد اتفاقًا مع الإمبراطور البيزنطى «قسطنطين التاسع»، يمد

«البيزنطيون» بمقتضاه «مصر» بالغلال، إلا أن هذا الاتفاق لم يتم

لوفاة الإمبراطور، وتولّى «تيودور» العرش بدلا منه، فنقض العهد،

واشترط شروطًا أخرى لم يوافق عليها «المستنصر» فظلت العلاقات

متوترة وعدائية بين الطرفين حتى نهاية الدولة الفاطمية.

٣ - الشام وفلسطين:

جعل الفاطميون «الشام» و «فلسطين» هدفهم عقب استيلائهم على

«مصر»، باعتبارهم ورثة الإخشيديين، فأعدوا الجيوش، وجعلوا عليها

القائد الشهير بالجرأة ذا الكفاءة العسكرية «جعفر بن فلاح

الكتامى»، فخرج بها، واستولى على «الرملة» و «طبرية»، ثم اتجه

إلى «دمشق» واستولى عليها بعد صمود شديد من أهلها، وجعل

الخطبة فيها للفاطميين فى شهر المحرم سنة (٣٥٩هـ)، وعاث

الكتاميون فى البلاد فسادًا، وعبثوا بكل ما فيها، فاستنجد أهل

«دمشق» بالقرامطة لتخليصهم، فأتوا وانضم إليهم الدمشقيون

وتصدوا لجيش الفاطميين، وتمكنوا من هزيمته وقتل قائده «جعفر»،

ثم خرج عليهم «أفتكين» التركى سنة (٣٦٤هـ)، وحاول «العزيز بن

المعز» استمالته فلم ينجح، فأخرج إليه «جوهر الصقلى» على رأس

الجيش، ثم خرج إليه بنفسه. وأعاد نفوذ الفاطميين ثانية إلى تلك

البلاد.

وفى سنة (٤٦٢هـ) حاول السلاجقة الاستيلاء على «الشام» فكان

نجاحهم جزئىا، ثم استتب الأمر أثناء الشدة العظمى التى مرت بها

«مصر»، وأصبح «الشام» و «فلسطين» يتقاسمهما السلاجقة من

<<  <  ج: ص:  >  >>