وكان له حق الجلوس بجوار الخليفة، وكان مجلسه بدار الوزارة
الكبرى - التى بُنى لها قصر كبير بجوار باب النصر - لا يقل فى الأبهة
والعظمة عن مجلس الخليفة نفسه.
واشتُرط فيمن يتولى منصب الوزارة أن يكون مخلصًا لعقيدة الدولة،
وأن تكون لديه المهارة فى تدبير الأموال، ولذلك تولى وزارات
التنفيذ وزراء من أهل الذمة ظلوا على عقيدتهم.
نظام الإدارة:
ورث الفاطميون نظام العباسيين فى الإدارة، فعملوا على تركيز
السلطة فى أيديهم، وأصبح نظامهم الإدارى شديد المركزية تُدار
شئونه من داخل القصر، باستثناء بعض الظروف النادرة التى نُقل
فيها ديوان الوزارة إلى دور الوزراء، وسرعان ما يعود إلى القصر
ثانية.
انقسمت الشئون الإدارية فى عهد الفاطميين إلى:
١ - ديوان الإنشاء الذى يقوم بتنفيذ أوامر السلطة العليا.
٢ - ديوان المالية، ويقوم بجباية الأموال وإنفاقها.
٣ - ديوان الإدارة المحلية التى تحكم الولايات.
وتفرع عن كل ديوان من هذه الدواوين أقسام عديدة، كان لكل منها
عمل معين، وعلى الرغم من محاولة «جوهر الصقلى» إحلال المغاربة
محل المصريين فى الوظائف الإدارية، فإنه فشل فى ذلك، لجهل
البربر بدقائق الإدارة، فبقى المصريون من المسلمين وأهل الذمة فى
مناصبهم الإدارية، وتشير المصادر التاريخية إلى استخدام القبط
واليهود - بكثرة - فى مختلف دواوين الدولة.
النظام الدينى:
أطلِق لقب: «أصحاب الوظائف الدينية» على علماء الدين فى العصر
الفاطمى، وكانت هذه الوظائف تضم:
١ - القضاء: ويعتمد على التشريع الإسماعيلى.
٢ - الدعوة: وتعتمد على العقيدة الشيعية للدولة.
ويتفق التشريع الشيعى مع التشريع السنى فى أن كلا منهما يعتمد
على القرآن الكريم والسنة النبوية كأساس للتشريع، مع اختلاف
جوهرى هو أن الفاطميين وضعوا تأويلا باطنيا لنصوص القرآن
والسنة؛ فالصلاة - مثلا - هى الفرائض الخمس المعروفة، ولكن معناها