الباطنى هو الإخلاص للإمام الباطنى، ولذلك لا يقبلون من الأحاديث إلا
ما رواه آل البيت ونُقل عنهم، حتى وإن كانت هناك أحاديث مشتركة
بين الطرفين اختلف رواتها.
لم يمنع المذهب الشيعى الاجتهاد، ولكنه اشترط أن يكون هذا
الاجتهاد قائمًا على الأصول التى وضعها الفاطميون، ولذا أصبح
اجتهاد الشيعة مقيدًا.
تولى أصحاب الوظائف الدينية الإشراف على القضاء فى أرجاء
الخلافة، فكان منهم: قاضى القضاة، وصاحب المظالم، والمحتسب،
وصاحب الشرطة.
وقامت الدعوة على أسس العقيدة الشيعية؛ لأن الدولة الفاطمية دولة
قامت على أسس مذهبية، وكانت دعوتها تُسمَّى رسميا: الدعوة
الهادية، أو الدعوة العلوية، وكان الهدف من هذه الدعوة تأييد حكم
الفاطميين ليترسخ فى النفوس حق الفاطميين فى حكم العالم
الإسلامى، فأيدت حق الإمام المطلق فى ولاية أمر المسلمين، ولجأت
إلى تأويل القرآن بما يتفق مع تأييد وجهة نظرها، بزعم أن أبناء
«فاطمة» بنت رسول الله وذريتها هم وحدهم القادرون على هذا
التأويل، ولديهم معنى واضح وآخر باطن لكل كلمة قرآنية.
بمجىء الفاطميين إلى «مصر» أصبحت «القاهرة» مقر داعى الدعاة؛
الذى له حق الإشراف على الدعوة فى «مصر» والعالم الإسلامى،
وعليه إرسال الدعاة فى أنحاء العالم أجمع للتبشير بمذهب
الفاطميين، ولهذا كان يجب عليه أن يكون عالمًا بالمذهب
الإسماعيلى، عارفًا بأسرار العقيدة، بليغًا، ذكيا، عالمًا بقواعد
الدين.
كانت مجالس الدعوة تُعقد بصفة منتظمة ودورية، فخصص يوم الأحد
للرجال، ويوم الثلاثاء للأشراف والشخصيات المرموقة، ويوم الأربعاء
للنساء، وكانت المحاضرات المقروءة فى هذه المجالس تُسمَّى:
مجالس الحكمة، أو مجالس الدعوة، فإذا فرغ الداعى من إلقاء
محاضرته تزاحم عليه الناس فى طقوس غريبة، فيمسح على رءوسهم
برقعة وضع عليها الخليفة توقيعه.
كان الداعى يلى قاضى القضاة فى الرتبة والمكانة، وكان راتبه