«ست الملك»، فكان لها نفوذ كبير، ثم كان لابنتها «ست الملك» من
النفوذ والدهاء ما مكنها من تأجيل انهيار الدولة الفاطمية فترة طويلة
بعد أن أزاحت «الحاكم» عن العرش، كما سبق ذكره، وتركت «ست
الملك» ثروة ضخمة كان منها ثمانمائة جارية وعدد كبير من الأحجار
الكريمة، وبلغت مخصصاتها السنوية خمسين ألف دينار، وكانت زوجة
«الظاهر» وهى أم «المستنصر» من النساء اللاتى حظين بنفوذ كبير
فى الدولة الفاطمية، فأكثرت من بنى جلدتها السودانيين حتى وصل
عددهم إلى خمسين ألفًا.
لم يكن لنساء العامة أى أثر فى الحياة السياسية، ولم تذكر المصادر
أى نشاط لهن فى الدولة الفاطمية، فقد كان ذلك مقصورًا على نساء
الطبقة الحاكمة.
المواسم والأعياد:
كان للمصريين أعيادهم المختلفة ومواسمهم المعينة قبل الفتح
الإسلامى، علاوة على ما استجد من الأعياد الدينية بعد الفتح
الإسلامى، وبما أن الدولة الفاطمية دولة دينية مذهبية، فقد كانت
الحفلات بالنسبة إلى خلفائها مناسبة لتأكيد عقيدتهم، وعملوا على
صبغها بالصبغة المذهبية، فمن الأعياد التى كانت موجودة قبل الفتح
الإسلامى وظلت باقية بعده «عيد وفاء النيل» الذى ظل تقليدًا بعد
الفتح مع إدخال بعض التعديلات على الاحتفال به لتتناسب مع الدين
الإسلامى، وكان هناك «عيد الغطاس» الذى يحتفل فيه النصارى
بذكرى المسيح فى ليلة (١١ من طوبة = ٩من يناير)، وذكر
«المقريزى» أنها أحسن ليلة تكون بمصر وأشملها سرورًا ولا تغلق
فيها الدروب»، وعيد «النوروز» الذى يقول عنه «المقريزى»: «إنه
أول السنة القبطية بمصر، وهو أول يوم من توت، و «عيد الميلاد» فى
(٢٩ من كيهك)، و «خميس العهد».
أما الأعياد والمواسم الدينية التى عرفها المصريون بعد الفتح
الإسلامى؛ فلم تأخذ شكلها الفخم ومظهرها الرائع إلا بعد مجىء
الفاطميين، ومن أشهر هذه الأعياد: «عيد رأس السنة الهجرية»، الذى
كانوا يعدون العدة للاحتفال به ابتداء من العشر الأواخر من شهر ذى