الحجة، فكان الاحتفال به مثالا للروعة والبهاء، كما كان لهم كبير
اعتناء بليلة أول المحرم من كل عام، وبأعياد ليالى الوقود الأربعة
وهى: الأول من رجب ونصفه، والأول من شعبان ونصفه، وكذلك
بعيدى «الفطر» و «الأضحى»، وفيهما تُقَام الولائم وتُعدُّ الموائد
للشعب، وفى الثانى عشر من شهر ربيع الأول من كل عام يقام
الاحتفال بالمولد النبوى الشريف بمراسم خاصة فخمة تليق بالمكانة
العظيمة للنبى - صلى الله عليه وسلم - فى نفوس المسلمين. ذلك
بالإضافة إلى أعياد الشيعة المذهبية كعيد «غديرخم» نسبة إلى
الغدير الموجود بهذا الاسم بين «مكة» و «المدينة»، ويذكر الشيعة أن
النبى - صلى الله عليه وسلم - نزل بموضع «الغدير»، وآخى «علىَّ بن
أبى طالب» فى عودته من «مكة» إلى «المدينة» بعد حجة الوداع
سنة (١٠هـ)، ثم قال - صلى الله عليه وسلم -: «علىٌّ منى كهارون من
موسى، اللهم والِ من والاه، وعادِ من عاداه، وانصر مَنْ نصره،
واخذل مَنْ خذله»، فاعتبر الشيعة هذه المقولة بمثابة وصية من
الرسول لعلىّ، وأنه أحق بالخلافة من غيره. ومن احتفالات الفاطميين
احتفال بذكرى مقتل «الحسين بن علىّ» -رضى الله عنهما - وهو
عندهم يوم حزن يُمدُّ فيه سماط يُسمَّى «سماط الحزن»، ذلك إضافة
إلى أعياد أخرى مثل الاحتفال بإرسال الكسوة بصحبة قافلة الحج،
والاحتفال بشهر رمضان، والاحتفال بذكرى مولد الكثير من الأئمة،
ومولد الخليفة القائم بالأمر.
ولا يعرف التاريخ دولة إسلامية استطاعت طبع «مصر» بطابع قوى
وجديد مثلما فعلت الدولة الفاطمية، التى مرت عبر صفحات التاريخ
شأنها شأن أىة دولة تباينت قوة وضعفًا، واعتورها الصواب
والخطأ، بيد أنها سطرت صفحة ناصعة من ألمع الصفحات فى التاريخ
الإسلامى تمثلت فى «الجامع الأزهر» ومدينة «القاهرة».