للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«صلاح الدين» إلى إنشاء عاصمة جديدة لدولته جريا على سياسة مَنْ

سبقوه من ولاة «مصر» وخلفائها؟ والإجابة: أن «صلاح الدين» استن

فى ذلك سنة جديدة، وضم «الفسطاط» و «العسكر» و «أطلال

القطائع» و «القاهرة» بعضها إلى بعضها الآخر بقصد توسيع مدينة

«القاهرة» وجَعْلها فى ثوبها الجديد عاصمة لدولته، بعد أن أحاطها

بسور عظيم طوله خمسة عشر كيلو متر (١٥كم)، ومتوسط عرضه ثلاثة

أمتار، وبنى واجهة هذا السور من الحجر المنحوت وتتخلله الأبراج،

ولاتزال بقاياه قائمة حتى اليوم فى جهات متفرقة، وأظهر هذه

البقايا موجود بالفسطاط، وقد اقتضى ضم تلك العواصم إلى بعضها

وإحاطتها بالسور وبناء القلعة هدمَ المبانى الموجودة فى ضواحى

«القاهرة» من «مصر القديمة» إلى «السيدة زينب»، وأقيمت حدائق

للفاكهة مكان هذه المبانى، كما أقيم سد من الحجارة على حافة

الصحراء بالجيزة؛ لحماية «القاهرة» من ناحية الغرب، وأصبحت هذه

العواصم مجتمعة - بعدما أُدخل عليها من تعديل - عاصمة الدولة

الأيوبية فى «مصر» آنذاك.

وبعد:

فقد كان العصر الأيوبى عصرًا حافلا بالإصلاحات والإنشاءات التى

خدمت فن العمارة خدمات بارزة فى «مصر» و «سوريا»، وكما خدم

الأيوبيون العلم بإنشاء المدارس وتشجيع العلماء ومساعدة الطلبة؛

كذلك خدموا العالم الإسلامى بالمحافظة على المذهب السنى والقضاء

على المذهب الإسماعيلى الشيعى، ذلك بالإضافة إلى إسهاماتهم

الجليلة التى قدموها للمسلمين كافة فى المجالات السياسية

والاقتصادية والحضارية والحربية.

رحم الله سلاطين «بنى أيوب» الذين ضحوا بكل شىء فى سبيل

إعلاء كلمة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» إرضاءً لله وخدمة

للمسلمين، وإعلاءً لمكانة الأمة الإسلامية.

<<  <  ج: ص:  >  >>