للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وكان سلاطين الدولة الأيوبية يهتمون بالمدارس وإنشاء المزيد منها،

ويوقفون عليها الأوقاف الكثيرة، ويرتبون لها الفقهاء والعلماء

لتدريس المذاهب الفقهية الأربعة، فكثرت بها المباحثات والمناقشات

بتشجيع من السلاطين الذين شُغفوا بالبحث العلمى، كما كان منهم مَنْ

ينظم الشعر ويجيده كالملك الكامل.

تأسيس المنصورة:

يُعدُّ إنشاء مدينة «المنصورة» من الأعمال العظيمة التى خلدت ذكر

دولة الأيوبيين، فقد أنشأها السلطان «الكامل» سنة (٦١٦ هـ =

١٢١٨م)؛ إذ قام بإنشاء مدينة على الشاطىء الشرقى لفرع «دمياط»

عقب سقوط «دمياط» فى أيدى «لويس التاسع»، واتخذ «الكامل»

المدينة الجديدة مركز دفاع له يقاوم به الصليبيين.

وبعد أن تمكن «الكامل» من استرجاع مدينة «دمياط» من أيدى

الصليبيين أطلق اسم «المنصورة» على مدينته الجديدة تيمنًا بالنصر،

ثم ما لبثت هذه المدينة الجديدة أن اتسعت، واشتهرت منذ إنشائها

بأنها مدينة حصينة، وكانت سجن «لويس التاسع» ومَنْ كانوا معه

حين تم أسرهم ووضعهم بدار الحكمة، التى مازالت معروفة لدى

العامة حتى اليوم باسم «دار ابن لقمان» نسبة إلى «القاضى فخر

الدين بن لقمان» الذى كان ينزل بها كلما جاء إلى «المنصورة».

قلعة الروضة:

بناها السلطان «الصالح نجم الدين أيوب» فى جنوب «جزيرة

الروضة» سنة (٦٣٨هـ)، وهى تشغل مساحة كبيرة من الأرض، وقد

عُمِّرت بالأبنية والقصور، وجُهزت بالأسلحة والمعدات والآلات الحربية.

وأنشأ فيها «نجم الدين» جامعًا، وشيد برجًا، وبنى لمماليكه البحرية

ثكنات لسكناهم، فلما تم بناؤها وتجهيزها انتقل إليها مع أفراد

أسرته ومماليكه البحرية، واتخذها مقرا لحكمه.

وظلت «قلعة الروضة» عامرة حتى زالت الدولة الأيوبية، وتولى

«أيبك» السلطنة، فأمر بهدمها، ونقل جميع ما بها إلى «قلعة الجبل»

التى أسسها «صلاح الدين».

عاصمة مصر فى العصر الأيوبى:

ربما يتبادر إلى الذهن سؤال حول عاصمة الأيوبيين، ولماذا لم يعمد

<<  <  ج: ص:  >  >>