فى أواخر عهده، ومات فى سنة (٨٠١هـ)، بعد أن عهد إلى ابنه
«فرج» بالسلطنة من بعده.
السلطان فرج بن برقوق [٨٠١ - ٨١٥هـ = ١٣٩٩ - ١٤١٢م]:
تولى «فرج» العرش بعد أبيه وله من العمر ثلاث عشرة سنة، فكثرت
فى عهده الاضطرابات والفتن، وخرج عليه الأمراء، خاصة أمراء
«سوريا» الذين عارضوا حكمه، فحاول «فرج» أن يسيطر على
الموقف وظل يكافح كفاحًا مضنيًا طويلا من أجل تحقيق ذلك، وتمكن
من القضاء على فتنة الأمراء فى «سوريا»، ومع ذلك تهدد عرشه
بالسقوط أكثر من مرة، إلا أنه ظل يقاوم حتى قُتل فى سنة (٨١٥هـ).
السلطان «شيخ المؤيد» [٨١٥ - ٨٢٤ هـ = ١٤١٢ - ١٤٢١م]:
بعد القضاء على السلطان «فرج ابن برقوق» جلس الخليفة
«المستعين» على عرش «مصر» بهدف إعادة الاستقرار إليها وإلى
العالم الإسلامى، إلا أنه لم يلبث على ذلك طويلا، وتولى السلطان
«شيخ المؤيد» أمور السلطنة، واستطاع أن يقضى على الثورات،
وأعاد إلى البلاد وحدتها واستقرارها، فأتاح له ذلك أن يحكم البلاد
حكمًا هادئًا فى جو مستقر، وقام ببعض الإصلاحات الداخلية، وبنى
جامعه المعروف باسمه بجوار باب زويلة مكان سجن قديم.
مات «شيخ المؤيد» بعد مرض لم يمهله طويلا، فترك العرش لابنه
«أحمد».
السلطان ططر [٨٢٤هـ]:
كان «أحمد» الذى خلف والده «شيخ المؤيد» طفلا رضيعًا عمره سنة
ونصف. فتولى الوصاية عليه الأمير «طونبغا»، فنافسه عليها الأمير
«ططر»، وتمكن من عزله وعزل «أحمد»، وتولى هو عرش السلطنة،
ولكنه لم يمكث طويلا، فقد توفى بعد شهرين من سلطنته، فتولى من
بعده ابنه «محمد بن ططر» الذى كان صغيرًا، ولم يستمر فى الحكم
أكثر من سنة واحدة، ثم تولى السلطان «برسباى» السلطنة.
السلطان برسباى [٨٢٥ - ٨٤١ هـ]:
امتاز عهد «برسباى» بالهدوء والاستقرار، فقد نجح فى القضاء
على قراصنة البحار الذين هددوا التجارة، واستولى من القراصنة
على غنائم كثيرة، لدرجة أن ملك «قبرص» قبَّل الأرض بين يديه