فى دق الطبول على قصره كما يحدث للسلطان، ولم يكن لطبقة
الأمراء هذه ضابط فى عدد أتباعها من المماليك، فقد يتفاوت عدد مَنْ
يكون فى خدمة كل أمير منهم ما بين أربعين وثمانين مملوكًا، أما
«أمير مائة» فكان فى خدمته «مائة» مملوك، ومقدم فى الوقت نفسه
على ألف جندى فى الحروب، فيقال: «أمير مائة مقدم ألف».
أما جنود الحلقة فكان لكل أربعين جنديا منهم رئيس لا حكم له عليهم
إلا إذا خرجوا إلى القتال، فيقوم بترتيبهم فى أماكنهم، وليس له
الحق فى أن يُبعد أحدهم من الخدمة إلا بإذن من السلطان.
كانت هناك طائفة أخرى من المماليك تضاف إلى الطائفتين
السابقتين، وهى طائفة مماليك الأمراء التى كان ينفق عليها
أمراؤها، فقد كان مماليك هذه الفئة يحرسون أمراءهم ويساعدونهم
على أعدائهم.
ولم تكن مرتبات الجند ثابتة، وقد استبدل نظام المرتبات بإقطاعات
كان السلطان يمنحها لهم ليتمتعوا بغلاتها وإيراداتها، فبات أمراؤهم
- خاصة أمراء المماليك السلطانية - ذوى ثروة كبيرة ونفوذ عظيم،
ذلك إذا وضعنا فى الاعتبار أن السلطان كان يمنحهم جزءًا من
الغنائم، ورواتب أخرى من اللحم والتوابل والعليق والزيت.
أساليب المماليك فى القتال:
كانت شجاعة المماليك وفروسيتهم التى عُرفوا بها، وولاؤهم للأمير
الذى يجلبهم، من أهم الأسباب لاستقدامهم من بلادهم، وكانت لهم
خطوات دقيقة قبل الدخول فى أية معركة، وأهمها: عقد «مجلس
الجيش» برياسة السلطان، وعضوية أتابك العساكر، والخليفة،
وقضاة المذاهب الأربعة، وأمراء المائتين الذين بلغ عددهم أربعة
وعشرين أميرًا؛ وكان الغرض من عقد هذا المجلس هو الاستنارة بآراء
كبار رجال الدولة قبل الإقدام على الحرب، وجعل إعلان الحرب أمرًا
مشروعًا، فإذا ما وافق المجلس على خوض الحرب؛ يأمر السلطان
باستدعاء الجنود من مختلف جهات «مصر»، فيحلفون يمين الطاعة
والولاء فى حضرته، ويتسلمون ما يلزمهم من عتاد الحرب من خزانة