السلاح التى كان يُطلق عليها اسم «السلاح خانة»، ثم يستعرضهم
السلطان بنفسه وهو بلباس الحرب، وهو ما يعرف باسم «النفير»،
فإذا مااستعرض السلطان الجند وتفقد أحوالهم وسلاحهم، اختار من
كبار قواده قائدًا يسير على رأس الحملة الحربية، وقد جرت العادة
أن يتخذ القائد مركزه فى القلب؛ حتى يراه جميع جنوده، وينفذوا
أوامره، أو يتخذ مركزه فى المقدمة ليثير الحماسة فى نفوسهم،
ويلقى الرعب فى قلوب أعدائه.
كان المماليك يأخذون فى حروبهم بطريقة قتال الصفوف التى يقف
فيها الجندى بجانب زميله حتى يكاد يلتصق به كما يحدث فى صفوف
الصلاة، ويسير الجنود على هذا النحو حتى يصلوا إلى حيث استقر
العدو فينازلوه ويناجزوه، وكان الخليفة - أحيانًا - يصحب الجيوش
فى حملاتهم ليحث الجنود على الجهاد، ويبث الروح الدينية فى
نفوسهم.
اعتمد المماليك على الخيل فى حروبهم، لذا عنوا بها عناية فائقة،
حتى صارت الفروسية فى عهدهم فنا عظيم الشأن، أفردوا لدراسته
الكتب والرسائل العديدة التى مازالت موزعة بين خزائن المخطوطات
فى العالم حتى الآن، وكذلك تعددت أسلحتهم الحربية، فكان منها:
«السيف»، و «الخنجر»، و «الطبر»، و «البلطة»، و «الفأس»،
و «القوس»، و «السهم»، و «المقلاع»، و «المنجنيق»، «والدبابات ذات
الخيول»، و «الصنبور»، و «القلاع المتحركة»، و «النار اليونانية»،
وجعلوا لهذه الأسلحة على اختلاف أنواعها دارًا تحفظ وتخزن فيها
أطلقوا عليها اسم: «الزرد خانة»، أو «السلاح خانة»، أى بيت
السلاح، وجعلوا رئاسة هذه الدار لأحد أمراء المائتين، وأطلقوا عليه
لقب: «أمير السلاح»، وجعلوا جماعة من الموظفين عُرفوا باسم
«السلاح دارية» لمعاونة الأمير فى مهام عمله، وكذلك كان يعمل
بالدار جماعة من الصناع عُرفوا باسم: «الزرد كاش»، ومعناها: صانع
الزرد، لصناعة وصيانة الأسلحة، واختص كل منهم بنوع معين من
أنواع السلاح.
لقد ظل المماليك محافظين على صنعتهم الحربية حتى بعد أن ضعف