الحمية، ثم خرج بهم لملاقاة قبيلة «درفجومة»، فاستولى على
«طرابلس»، ثم قصد «القيروان» فى سنة (١٤١هـ= ٧٥٨م)، وتمكن من
قتل «عاصم بن جميل» وعدد كبير من أتباعه، ودخل مدينة
«القيروان».
وحين علم الخليفة العباسى «أبو جعفر المنصور» بما حدث ببلاد
المغرب، عين «محمد بن الأشعث بن عقبة الخزاعى» على ولاية
«مصر»، وأمره بمعالجة الأمور بالمغرب، فاضطر «ابن الأشعث» بعد
فترة إلى الخروج بنفسه على رأس الجيش إلى «المغرب» للقضاء
على نفوذ الإباضية فيها، وقد تمكن من ذلك بعد عدة حروب، وقتل
«أبا الخطاب» وأتباعه، ثم دخل مدينة «القيروان» فى سنة (١٤٤هـ=
٧٦١م)، وتولى مقاليد الأمور بها، وبنى حولها سورًا كبيرًا لحمايتها،
ثم هاجم معاقل البربر، وقضى على تجمعاتهم، ولكنه أساء معاملة
جنده، فثاروا عليه، وأجبروه على التخلى عن الولاية، والعودة إلى
المشرق فى ربيع الأول سنة (١٤٨هـ= إبريل ٧٦٥م).
- الأغلب بن سالم التميمى:
وقع اختيار الخلافة عليه لتولى إفريقية، لحزمه وشجاعته وسداد
رأيه، فدخل «القيروان» فى جمادى الآخرة سنة (١٤٨هـ= يوليو
٧٦٥م)، وبلغه احتشاد البربر بقيادة «أبى قرة بن دوناس» الخارجى
فى «تلمسان» للتوجه إلى «القيروان»، فخرج «الأغلب» بجنوده
لملاقاتهم، ولكنهم انسحبوا إلى «المغرب الأقصى» دون قتال،
فانتهز «الحسن بن حرب الكندى» فرصة خروج الجيش من «القيروان»
واحتلها، فلما علم «الأغلب» بذلك دخل مدينة «قابس» استعدادًا لطرد
هذا المحتل، ثم دخل معه فى معركة حامية، واستشهد «الأغلب»،
وصمد جيشه، وتمكن من قتل «الحسن بن حرب» وهزيمة جيشه.
- عمر بن حفص:
وقع عليه اختيار الخلافة لتولى مهام إقليم «المغرب» عقب استشهاد
«الأغلب بن سالم التميمى»، وكان «عمر» رجلاً شجاعًا، ذا شخصية
قوية، فدخل مدينة «القيروان» فى سنة (١٥١هـ= ٧٦٨م)، وانتهج
سياسة جديدة تجاه أهلها وعاملهم بالحسنى، وتودد إلى زعمائها