للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مات والده، تولى إدارة البلاد ريثما تتخذ الخلافة قرارها، وواجه ثورة

الإباضية بحزم، وحافظ على ما حققه والده من انتصارات ومكاسب،

ولم يستمر فى الحكم سوى تسعة أشهر، ثم سلم مقاليد الأمور إلى

عمه «روح ابن حاتم»، وعاد إلى المشرق.

- روح بن حاتم:

اختاره الخليفة «هارون الرشيد» خلفًا لأخيه «يزيد» فقدم إلى إفريقية

فى سنة (١٧٠هـ=٧٨٧م)، وتولى مقاليد أمورها، وأحدث تغييرات فى

إدارتها، وقضى على ثورات ما تبقى من البربر بها، فهدأت

أوضاعها، واستقر أمنها ثم مات «روح» فى رمضان سنة (١٧٤هـ=

يناير ٧٩١م).

- نصر بن حبيب:

اقتفى «نصر» سياسة الوالى السابق، وعدل بين الناس وحسنت

سيرته بينهم، ولكنه لم يستمر طويلا فى الولاية، حيث تم عزله بعد

سنتين وثلاثة أشهر قضاها فى الحكم.

- الفضل بن روح بن حاتم:

اختاره «الرشيد» بدلا من «نصر ابن حبيب»، فوصل إلى مدينة

«القيروان» فى سنة (١٧٧هـ= ٧٩٣م)، وجعل ابن أخيه «المغيرة ابن

بشير بن روح» على مدينة «تونس»، وكان «المغيرة» غِرا تنقصه

التجارب والكياسة، فأساء معاملة الجند، وفرق بينهم فى المعاملة،

فثاروا عليه بقيادة «ابن الجارود» المعروف بابن عبدويه، وعزلوه

عن «تونس»، وأجبروه على تركها، فأدرك «الفضل بن روح»

خطورة الموقف، وأرسل «عبدالله بن يزيد» واليًا جديدًا على «تونس»

لتهدئة الموقف، ولكن الثوار قتلوه على أبواب المدينة، وشرعوا فى

استمالة قادة الجيش بالقيروان وزعماء الجند إليهم للتخلص من

«الفضل»، وقد نجحوا فى ذلك، وحاصروا مدينة «القيروان»، ثم

دخلوها، وأرغموا «الفضل» على تركها مع بعض أفراد أسرته، ولكن

«ابن الجارود» أرسل خلفه مَن يأت به إلى «القيروان» ثانية، وأودعه

السجن فترة، ثم قتله فى شعبان سنة (١٧٨هـ= نوفمبر ٧٩٤م)، فلما

بلغ «الرشيد» ذلك بعث بيحيى بن موسى إلى «تونس» برسالة

ليُهدِّىء النفوس، ويدعو «ابن الجارود» إلى «بغداد»، فامتثل «ابن

<<  <  ج: ص:  >  >>