للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدولة العباسية؛ فنظروا إليهم نظرة عداء؛ كان لها أثر فى العلاقة

بينهما، فضلا عما بينهم من اختلافات مذهبية؛ حيث كان مذهب

العباسيين الرسمى هو مذهب أهل السنة، على حين اتخذ الرستميون

المذهب الإباضى مذهبًا رسميا لدولتهم.

وقد سبق قيام الدولة الرستمية عدة معارك بين جموع الإباضية وجنود

الخلافة؛ أسفرت عن مقتل «أبى الخطاب» زعيم الإباضية، وانتقال

«عبدالرحمن ابن رستم» نائب أبى الخطاب على القيروان إلى قبيلة

«لماية» التى ناصرته وساندته حتى بويع بالإمامة.

وتنوعت العلاقات بين الرستميين والعباسيين، فتارة تكون هادئة

مستقرة، كما حدث فى عهد «عبدالرحمن بن رستم» وابنه

«عبدالوهاب»، وتارة يشوبها التوتر والعداء كما حدث فى عهد

«أفلح بن عبدالوهاب»؛ حيث احتوت الخلافة الخارجين عليه، ورحبت

بهم فى «بغداد»، ثم بلغت العلاقة بينهما قمة العداء حين قبض

الخليفة «الواثق» على «أبى اليقظان محمد ابن أفلح»، وأودعه

السجن، وهو فى طريقه لأداء فريضة الحج، ولكن الأوضاع تحسنت

بينهما ثانية بعد أن أطلق الخليفة «المتوكل» سراح «أبى اليقظان»

وأكرمه، وسمح له بالعودة إلى بلاده.

وأما «دولة الأدارسة» فقد اتسمت علاقتها بالدولة العباسية بالعداء؛

حيث شكل قيام الأدارسة بالمغرب الأقصى خطرًا على ممتلكات الدولة

العباسية بالمغرب الأدنى (إفريقية)، وزادت خطورة «الأدارسة» بعد

أن أخضع «إدريس ابن عبدالله» «تلمسان» إلى سلطانه، وبنى بها

مسجدًا، ومعنى ذلك أنه تطلع إلى فصل «المغرب» عن بقية العالم

الإسلامى، وتوحيده تحت قيادته.

وقد استعانت الدولة العباسية بإبراهيم بن الأغلب والى إفريقية

للقضاء على «دولة الأدارسة» بالمغرب الأقصى لكنها لم تنجح فى

ذلك.

وقد وقفت «دولة بنى مدرار» موقفًا وسطًا بين القوى المتصارعة

بالمغرب، ولم تتخذ موقفًا عدائيا من الخلافة العباسية، بل اعترف

«المدراريون» بسلطان الخلافة وعملوا على مداراة «الأغالبة»،

<<  <  ج: ص:  >  >>