للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مع أبيه إلى «المغرب»، وتولى الإمامة من بعده، ومات فى سنة

(٣٣٤هـ= ٩٤٥م)، فجاء من بعده ابنه «إسماعيل» الذى وُلد «بالمهدية»

فى الليلة الأولى من جمادى الآخرة فى سنة (٣٠٣هـ= ديسمبر ٩١٥م)،

وبويع له فى شوال سنة (٣٣٤هـ= ٩٤٥م) وتوفى يوم الأحد فى الثالث

والعشرين من شوال سنة (٣٤١هـ= فبراير٩٥٣م)، وكان فصيحًا بليغًا،

خطيبًا حاد الذهن، حاضر الجواب، ثم جاء «المعز» آخر الخلفاء

الفاطميين، فتولى الأمر بعد أبيه فى شوال من العام نفسه، وكان

عمره أربعًا وعشرين عامًا، وقد وُلد بالمحمدية فى يوم الاثنين ١٠ من

رمضان سنة (٣١٩هـ)، وكان أول الخلفاء الفاطميين الذين دخلوا

«مصر» وانتقلوا بالخلافة إليها، ومكث بها عامين وتسعة أشهر.

بعض المشكلات الداخلية:

حين قدم «المهدى» إلى بلاد «المغرب»، وجد أن داعيته «أبا عبدالله

الشيعى» قد استحوذ على قلوب الناس فيها، وأصبح ذا نفوذ وسلطة

كبيرين بالمنطقة، فأراد «المهدى» أن يحد من سلطاته ونفوذه،

فأنقلب عليه «أبو عبدالله» وتآمر ضده، وجمع زعماء «كتامة»

وأخبرهم بتشككه فى شخص «المهدى» وأنه ربما يكون شخصًا آخر

غير الذى دعا إليه، فبلغ هذا الأمر «المهدى»، فتخلص منه بالقتل،

فسخط الكتاميون وثاروا، وأتوا بطفل صغير وقالوا: إنه «المهدى»،

فحاربهم «المهدى الفاطمى» وقتل هذا الطفل.

ثم تعرضت «المغرب» فى عهد «القائم بالله» وابنه «أبى العباس» من

بعده لثورة «أبى يزيد مخلد بن كيداد اليغرنى»، الذى ينتمى إلى

قبيلة «يغرن» الزناتية، وقد ولد بالسودان، ونشأ بتوروز وتعلم بها،

ثم اتصل بالإباضية، ومن ثَم هاجم ما استحدثه المذهب الشيعى على

المجتمع المغربى، واجتمع الناس حوله، ورحل إلى «جبل أوراس»

عقب وفاة المهدى فانضمت إليه جموع القبائل، فقام بثورته

واستولى على العديد من المدن، واستغرقت ثورته نحو أربعة عشر

عامًا، فشملت عهد «القائم بالله» كله، وعامين من عهد «أبى

<<  <  ج: ص:  >  >>