للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العباس»، الذى تصدى لها وتمكن من القضاء عليها وعلى زعيمها

«أبى يزيد»، وسجل انتصاره هذا بإنشاء مدينة «المنصورية» فى

سنة (٣٣٧هـ).

العلاقات الخارجية:

قام الفاطميون بحملات متكررة على «مصر» للاستيلاء عليها، ففشلت

جميعها، إلا حملة «جوهر الصقلى» الذى نجح فى دخول «مصر» فى

سنة (٣٥٨هـ=٩٦٩م) ثم أسس بها مدينة «القاهرة»؛ لتصبح عاصمة

الفاطميين، فانتقلت إليها الأسرة الفاطمية، وباتت «القاهرة»

عاصمتهم حتى سقوط دولتهم.

وقد سعى الفاطميون إلى بسط نفوذهم على بلاد الأندلس، بالدعوة

تارة، وبالحروب أخرى، ولكن جهودهم ضاعت هباءً، ولم تجد

دعوتهم صدى فى نفوس الأندلسيين من أهل السنة، فضلا عن أن

حكام الأندلس وقفوا لهم بالمرصاد وحصنوا بلادهم، وعززوا

أسطولهم، فتراجع الفاطميون عن ذلك، واتجهوا إلى «مصر».

واستهدف الفاطميون من اتخاذ «مصر» قاعدة لحكمهم تحقيق الأمن

والاستقرار لوجودهم، خاصة بعد أن اشتعلت فى وجوههم الثورات

الخطيرة التى كادت تودى بكيانهم على أرض «المغرب»، فضلا عن

أملهم فى تحقيق أهداف سياسية واقتصادية فى «مصر»؛ إذ إنها

بموقعها وثرواتها وإمكاناتها تحقق لهم ما يريدون من مال وثروات

وازدهار اقتصادى، كما أن الاستيلاء عليها يعد ضربة قاصمة

للعباسيين الذين قتلوا كثيرًا من أبناء البيت العلوى ولذا أرادوا

الانتقام منهم والثأر لأنفسهم.

النظم الفاطمية:

- الخلافة:

قامت الخلافة الفاطمية على أساس فكرة عصمة الإمام، وأسس

خلفاؤها لهذا الغرض مدارس خاصة لتعليم عقائد مذهبهم الذى يقوم

على تقديس الأئمة، وحاولوا نشرها فى «مصر» و «اليمن» و «بلاد

فارس» و «الهند» وفى غيرها من أنحاء العالم الإسلامى.

وقد تلقَّب الخلفاء بألقاب كثيرة منها: «الخليفة الفاطمى»، و «الخليفة

العلوى»، و «أمير المؤمنين»، و «الإمام»، و «صاحب الزمان»،

و «الشريف القاضى»، وساروا على نهج الأمويين والعباسيين فى

<<  <  ج: ص:  >  >>