للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تولية أبنائهم ولاية العهد؛ فكان الخليفة إذا شعر بدنو أجله، يعهد

بالخلافة إلى أحد أبنائه، ثم تتجدد هذه البيعة بعد وفاته، فلما

تسرب الضعف إلى الخلافة الفاطمية فى عهد «المستنصر»، أصبح

اختيار الخليفة بيد القادة وكبار رجال الدولة.

- الوزارة:

كانت الوزارة فى العصر الفاطمى الأول (٣٠٨ - ٤٦٥هـ= ٩٢٠ - ١٠٧٣م)

وزارة تنفيذ، لأن الخلفاء كانوا أقوياء، ويديرون أمور الدولة

بأنفسهم، ثم تحولت بمصر فى سنة (٤٦٦هـ=١٠٧٤م) إلى وزارة

تفويض، وبات الخلفاء منذ ذلك العهد - نظرًا لضعفهم- تحت نفوذ

الوزراء وسيطرتهم.

- الكتابة:

كانت الكتابة تلى الوزارة فى الرتبة فى عهد الفاطميين، وكان

الخلفاء يسندونها إلى مَن أنسوا فيهم الكفاءة والقدرة على معالجة

الأمور، وعُنى الفاطميون عناية فائقة بالشعراء والكتاب وغيرهم من

رجال الأدب، لنشر مذهبهم وإذاعة أبهتهم، وكان اختيار الكاتب يتم -

عادة - من بين مَن اشتهروا بسعة الاطلاع وجودة الأدب، وامتازوا

بدقتهم ومقدرتهم فى فن الإنشاء.

- الدواوين:

كانت هناك عدة دواوين، على رأس كل منها موظف كبير، ومنها:

«ديوان الجيش»: وكانت تعرض على صاحبه شئون الأجناد وخيولهم،

وما إلى ذلك.

و «ديوان الكسوة والطراز»: ويتولاه أحد كبار الموظفين من أرباب

الأقلام.

و «ديوان الأحباس»: وهو يشبه وزارة الأوقاف حاليا.

و «ديوان الرواتب»: ويشبه وزارة المالية الآن.

بناء المهدية:

حين بويع «المهدى» بالخلافة بالمغرب اتخذ من مدينة «رقّادة»

عاصمة له، إلا أن الظروف التى أحاطت به فى بداية عهده، جعلته

يفكر جديا فى اتخاذ عاصمة جديدة لدولته الوليدة، ليتحصن بها من

مؤامرات أعدائه، فنجح فى اختيار منطقة تبعد عن «القيروان» ستين

ميلا تقريبًا، يحيط بها البحر من جهات ثلاث، وهى على شكل يد

متصلة بزند، فأطلق عليها اسم: «المهدية»، وشرع فى تخطيطها

وتشييد مبانيها، وجعل لها بابين من الحديد، وأقام بها ثلاثة وستين

<<  <  ج: ص:  >  >>