للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«مالك» مدار الدراسات فى الدولة، وكذلك نشط علم الفقه، ولم ينل

علم الكلام الرعاية والعناية خلال حكم المرابطين، لأنهم نهجوا طريق

السلف، ولم يميلوا إلى الخوض فى هذا العلم.

الحياة الأدبية والعلمية:

ازدهر الأدب بنوعيه الشعر والنثر فى هذه الفترة باعتباره مظهرًا من

مظاهر الحركة الفكرية بالبلاد، وحظى الأدباء برعاية الولاة، وكان

بالبلاط المرابطى بعض كبار الكتاب والأدباء الأندلسيين، أمثال:

«أبى القاسم بن الجد»، و «ابن القبطرنة»، و «أبى عبدالله بن أبى

الخصال»، و «ابن خلدون» وغيرهم.

وقد أثر المذهب المالكى وعلماؤه وفقهاؤه فى توجيه الأدب

المغربى وجهة تميزت بالبساطة والوضوح، وبعدت عن الزخرف

والصنعة وبعدته عن تناول بعض الأغراض التى تناولها أدباء المشرق

مثل: «الخمريات»، التى تتنافى مع الجو الدينى الذى ساد البلاد.

المكتبات:

كثر عدد المكتبات التى ازدحمت بالمؤلفات فى عهد المرابطين، نظرًا

لكثرة العلماء والمؤلفين والكتاب، واهتمام ولاة الأمر بهم وتكريمهم

لهم، وقد ساعد ذلك على ازدهار الحركة الفكرية للبلاد.

ولم تكن الرغبة فى جمع الكتب مقصورة على ولاة الأمر، بل تعدتها

إلى أبناء الشعب، ودفع الكثير منهم مبالغ كبيرة لشراء مرجع أو

اقتناء كتاب. مثلما فعل القاضى: «عيسى بن أبى حجاج بن

الملجوم» الذى اشترى من «أبى على الغسانى» نسخة من «سنن

أبى داود» بخمسة آلاف دينار.

وكان منصب «أمين مكتبة الخزانة العلية» من المناصب الرفيعة فى

الدولة، ولا يتولاه إلا أحد أكابر العلماء المشهورين بالثقافة

والكفاءة ودقة التصنيف.

وقد تحددت أماكن كثيرة لبيع الكتب بدولة المرابطين، ففى

«مراكش» كانت متاجر بيع الكتب المخطوطة إلى جوار جامع

الكتبيين، وكانت فى «تلمسان» سوق لبيع الكتب. وهكذا ساهمت

المكتبات فى دفع تيار الثقافة بالبلاد، وتزويدها بما تحتاجه من

مختلف فروع العلم والمعرفة.

<<  <  ج: ص:  >  >>