١٢٦٧ - ١٢٦٩م].
العلاقات الخارجية:
انحصرت علاقات الموحدين الخارجية فى جبهتين هما: «الأندلس»،
و «الخلافة العباسية».
أما «الأندلس»، فقد استولى عليها الموحدون مع غيرها من المدن من
المرابطين، وساروا على نهج من سبقهم فى التصدى لعدوان
النصارى، وأعدوا الحملات، وخاضوا المعارك من أجل تحقيق هذا
الهدف، ولكن هزيمتهم فى معركة «العقاب» فى عام (٦٠٩هـ=
١٢١٢م)، كانت بداية انحسار نفوذهم على أرض «الأندلس»، ومن ثَم
بدأت القوى النصرانية تحقق انتصاراتها حتى زالت «دولة الموحدين».
وقد اختلف موقف الموحدين من الخلافة العباسية عن موقف
المرابطين؛ حيث لم يعترف الموحدون بالعباسيين، واعتبروا أنفسهم
خلفاء، وأن مركز الخلافة مدينة «مراكش»، وليس «بغداد»، ودعموا
خلافتهم بالادعاء بأن «ابن تومرت» و «عبدالمؤمن» من نسل الرسول
عن طريق «الأدارسة»، واتخذوا اللون الأخضر شعارًا لهم كى يظهروا
ميلهم إلى الدعوة العلوية، وتشبهوا بالرسول فى تصرفاته وأفعاله.
الأوضاع الحضارية فى دولة الموحدين:
أولا: السلطة العليا فى البلاد:
عمد ابن تومرت تنظيم أصحابه فى نظام إدارى معين، وعلى قمة هذا
التنظيم الإدارى هيئة العشرة التى تختص بالعظيم من الأمور، ولم
يتركهم «ابن تومرت» إلا وقد عهد إلى «عبدالمؤمن بن على» أن
يتولى خلفًا له قيادة الموحدين.
وقد بويع «عبدالمؤمن» بيعتين: بيعة خاصة، وبيعة عامة، أما الخاصة
فكانت عقب وفاة «ابن تومرت» (٥٢٤هـ= ١١٢٩م)، واقتصرت هذه
البيعة على أهل الجماعة.
وأما العامة فكانت فى سنة (٥٢٧هـ= ١١٣٢م) على أرجح الأقوال.
وقد اتخذ خلفاء الموحدين الوزراء لمعاونتهم فى إدارة شئون البلاد،
وأصبح للخليفة وزير أو أكثر، وكان اختيار الوزير يتم عادة من
الأسرة الحاكمة أو من أسر وقبائل معينة، ثم أصبح الوصول إلى هذا
المنصب يتم وفقًا لصفات وشروط يجب أن تتوافر فيمن سيقع عليه
الاختيار لهذه المكانة.