وقد تولى عدد من أفراد أسرة الخلافة منصب الوزارة، منهم: «عمرو»
ابن الخليفة «عبدالمؤمن»، وهو أول وزير من أسرة الخلافة، و «أبو
حفص بن عبدالمؤمن» أخو الخليفة «يوسف».
واختير عدد من الوزراء من أسرة «بنى جامع»، وقبيلة «هنتاتة»،
وقبيلة «كومية»، وأشهر وزرائهم على التوالى هم: «أبو العلاء
إدريس بن إبراهيم بن جامع»، و «أبو عمر بن أبى زيد الهنتانى»،
و «عبدالسلام بن محمد الكومى».
وهناك وزراء أهَّلتهم صفاتهم ومواهبهم لتولى هذا المنصب، مثل:
«أبى جعفر أحمد بن عطية».
ثانيًا: النظام الإدارى:
استعان الموحدون فى بداية عهدهم بأشياخهم فى تولى أقاليم
الدولة، ثم أنشأ الخليفة «عبدالمؤمن» بمراكش مدرسة جمع فيها
أولاده وثلاثة آلاف طالب من قبائل المصامدة، وزوَّدهم بمختلف
العلوم، وأشرف على تعليمهم إدارة شئون البلاد، وتدريبهم على
شئون الحرب والقتال، فلما أتموا تعليمهم استبدلهم بأشياخ
الموحدين فى تولى السلطة بأقاليم الدولة، ثم عين أبناءه بعد ذلك
على الأقاليم.
الدواوين:
اهتم الموحدون بإنشاء الدواوين المختلفة ويأتى فى مقدمتها ديوان
الإنشاء الذى يختص بالمراسيم السلطانية والرسائل الموجهة إلى
الولاة والقضاة، ولذا حشد له الخلفاء نخبة ممتازة من أدباء المغرب
والأندلس، ثم يأتى بعده «ديوان الجيش» الذى يتفرع إلى ديوانين
لكل منهما اختصاصه. كما كان هناك «ديوان الأعمال المخزنية» الذى
يشرف على تحصيل الأموال العامة، وعلى إنفاقها، ويراقب العمال
والمشرفين ويحاسبهم.
الشرطة:
كانت الشرطة من المناصب الإدارية المهمة التى اهتم بها الموحدون،
وظهر ذلك فى عهد «يوسف بن عبدالمؤمن» الذى زود المدن المغربية
بنخبة ممتازة من الرجال للسهر على أمنها وحمايتها، كما خُصص
للأسواق رجال من الشرطة لحمايتها من اللصوص والمتسللين.
النظام القضائى:
اتخذ الموحدون نظامًا قضائيًّا مشابهًا لنظام المرابطين، وحرص خلفاء