للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وغيرها، وانتشرت الغابات بالبلاد، وتوافر بها شجر الأَرْز والزان

والبلوط.

ونشطت الحركة الصناعية، وتوافرت المراكز الصناعية بالبلاد، مثل

مدينة «فاس» و «مراكش»،وغيرها من المدن التى تنوعت بها

الصناعات وضمت: صناعة الصابون، والتطريز، والدباغة، وسبك

الحديد والنحاس، وصناعة الزجاج، والفخار، وغير ذلك من الصناعات.

وازدهرت التجارة فى الداخل والخارج، وكثرت المراكز التجارية التى

أولاها الموحدون عنايتهم، وشيدوا بها عدة أسواق، كما شيدوا بها

الفنادق، كما ساهمت «مكناسة» فى دعم ازدهار التجارة حيث كانت

محطة للمسافرين يبيعون ويشترون بها، فضلاً عن وجود عدد من

الأسواق العامرة والتجارات المختلفة بها.

وتمتعت البلاد بنهضة تجارية خارجية، لوجود شبكة من الطرق التى

ربطت المدن المغربية بغيرها من المراكز التجارية، فضلاً عن وجود

عدد من الموانئ المطلة على «البحر المتوسط» و «المحيط الأطلسى»،

وكانت محطات للسفن المحملة بالبضائع القادمة أو الخارجة منها،

فتنوعت الصادرات مثل: القطن والقمح والسكر، وكذلك الواردات مثل:

الذهب وبعض أنواع النسيج البلنسى، والعطر الهندى.

ولعب ميناء «سبتة» على «البحر المتوسط»، وميناء «سلا» على

«المحيط الأطلسى»، دورًا بارزًا فى تنشيط الحركة التجارية فى ظل

حماية الأسطول الموحدى.

الحياة الاجتماعية فى دولة الموحدين:

شكلت قبائل المصامدة العنصر الرئيسى لسكان دولة الموحدين، وقد

استقرت بالمنطقة منذ زمن، واتخذت المعاقل والحصون والقلاع،

وشيدت المبانى والقصور، وامتهن أفرادها الزراعة وفلاحة الأرض،

ولم يحاولوا الهجرة من أرضهم، بل تمسكوا بها، ودافعوا عنها ضد

أى محاولة للاعتداء أو الاستيلاء عليها.

أما العنصر الثانى من سكان «دولة الموحدين» فهم العرب الهلالية

الذين ظهروا على مسرح الأحداث، وعمد الموحدون إلى تهجيرهم من

«إفريقية» إلى «المغرب الأقصى»، ليتخلصوا من ثوراتهم، كما

<<  <  ج: ص:  >  >>