للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأملى ابنه «يوسف» وحفيده «المنصور» الأحاديث بنفسيهما على

الكُتاب لتوزيعها على الناس، واشتهر «أبو الخطاب بن دحية السبتى»

و «ابن حبيش» المتوفى عام (٥٨٤هـ= ١١٨٨م)، و «القاضى عياض

السبتى» بتمكنهم من علم الحديث، ووضع بعضهم المصنفات فى هذا

العلم، أما فى مجال الفقه فقد وضع «ابن تومرت» كتابه «الموطأ»

على غرار «موطأ الإمام مالك» بعد حذف أسانيده.

ومن أعلام الفقه فى هذا العصر: «عبدالملك المصمودى» قاضى

الجماعة بمراكش، و «إبراهيم بن جعفر اللواتى» الفقيه المعروف

بالفاسى. ويعد كتاب: «الإعلام بحدود قواعد الإسلام» للقاضى عياض

من أبرز مؤلفات هذا العصر الفقهية.

وقد نال علم الكلام عناية الموحدين منذ قيام دولتهم؛ حيث دعا «ابن

تومرت» إلى دراسته، واتهم علماء المرابطين بالجمود لتحريمهم

دراسة هذا العلم، وقد اشتهر فى هذا العلم: «أبو عمرو عثمان بن

عبدالله السلالجى» المتوفى سنة (٥٦٤هـ= ١١٦٨م)، و «محمد بن

عبدالكريم الغندلاوى الفاسى» المعروف بابن الكتانى المتوفى عام

(٥٩٦هـ= ١٢٠٠م).

الحياة الأدبية والعلمية:

تابعت اللغة العربية انتشارها بدولة الموحدين، لأنها لغة البلاد

الرسمية فى مكاتباتها ومعاملاتها وشئونها، وقد ساعد مجىء

العلماء إلى المدن المغربية على انتشار اللغة العربية وازدهارها، كما

كان لقدوم القبائل الهلالية إلى «المغرب الأقصى» واستيطانهم بعض

مناطق البلاد أكبرالأثر فى دعم اللغة العربية وانتشارها؛ لتمسك هذه

القبائل البدوية باللسان العربى وما فيه من مفردات وتراكيب وبلاغة

فى الأساليب. وازدهر الأدب بفرعيه الشعر والنثر، وبلغ درجة عالية

من الرقى، وكثرت محافله ببلاد المغرب، وأقبل ولاة الأمر على

تشجيعه ودعمه، وسعى المغاربة إلى المساواة بالأندلسيين الذين

يفتخرون بمنزلتهم الأدبية، فضلا عن رغبة المغاربة فى الوصول إلى

المناصب العليا التى لا يرقى إليها إلا ذوو العلم والأدب.

<<  <  ج: ص:  >  >>