الحاجب كان يفصل فى الأمور دون الرجوع إلى الخليفة، وجاء منصب
الوزارة فى مرتبة تلى منصب الحجابة، ويأتى إلى جانبهما منصب
القضاء الذى أولاه الحفصيون عنايتهم لأهميته.
الحياة الاقتصادية:
تنوعت مصادر الدخل فى «دولة بنى حفص»، وشملت: الضرائب
والزكاة، والجزية، والمصادرات، والخراج، وانتعشت الزراعة وكثرت
المحاصيل، ونشطت الصناعات مثل: المنسوجات بأنواعها،
والصناعات الجلدية والزجاجية، وصناعة الأسلحة والسفن، واستخدم
«بنو حفص» عملة خاصة بهم ليؤكدوا استقلالهم.
الحياة الاجتماعية:
تشكل المجتمع الحفصى من عدة عناصر، وكانت قبيلة هنتاتة
البربرية فى مقدمة هذه العناصر، كما كان العرب المقيمون، والعرب
الهلالية ممن شكلوا هذا المجتمع، تضاف إليهم مجموعات الروم
والأتراك.
وشهدت «الدولة الحفصية» حركة واسعة فى البناء والتعمير، وأقام
الحفصيون المؤسسات التعليمية مثل: الكتاتيب، والزوايا والمساجد،
فقامت بدورها فى دعم العلوم المختلفة وتدريسها، ثم أنشأ
الحفصيون المدارس بالعاصمة «تونس»، وكانت أول مدرسة هى
«المدرسة الشماعية» التى أنشأها «أبو زكريا يحيى الأول» فى
سنة (٦٣٣هـ= ١٢٣٥م)، وتلتها «التوفيقية» فى سنة (٦٥٠هـ= ١٢٥٢م).
وأخذت «الدولة الحفصية» بالمذهب المالكى، واهتمت بالعلوم الدينية
مثل تفسير القرآن، وعلم الحديث، والفقه، وكذلك اهتم الحفصيون
بالعلوم العقلية مثل: المنطق والكيمياء والفلك وغيرها. وساهمت
المكتبات - التى زُوِّدت بالكتب فى شتى فروع المعرفة- فى تنشيط
الحركة الثقافية بالبلاد، وكذا ساهمت المجالس العلمية، التى شجعها
بعض الحكام الحفصيين فى إثراء النشاط العلمى ودعمه.
وقد أثمرت هذه الحركة الثقافية المزدهرة مجموعة من العلماء
البارزين فى شتى فروع العلم والمعرفة، فكان من الفقهاء «أبو
عبدالله محمد بن عرفة» المتوفى عام (٨٠٢هـ= ١٣٩٩م)، ومن
المحدثين: «أبو بكر بن سيد الناس» المتوفى عام (٦٥٩هـ= ١٢٦١م)،