للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الحفصى»، زادت الخلافات بين أفراد الأسرة الحاكمة، وقامت الثورات

فى أماكن كثيرة، ولم يتمكن أمراء الحفصيين من مواجهة هذه

الاضطرابات، فحل الضعف بدولتهم حتى سقطت على أيدى العثمانيين

سنة (٨٩٣هـ=١٤٨٨م).

العلاقات الخارجية:

تنوعت علاقات «الدولة الحفصية»، وشملت «الأندلس»، و «أوربا»،

ودول: «بنى مرين» والوطاسيين والزيانيين.

واتسمت علاقتهم بالأندلسيين بالهدوء تارة وبالتوتر والمنافسة تارة

أخرى، وكذلك تمثلت علاقتهم بالأوربيين فى عدة حملات عسكرية،

عُرفت باسم الحروب الصليبية، وسعى الصليبيون إلى تحويل مسلمى

«المغرب الأدنى» إلى المسيحية، غير أن وباءً تفشى بالمعسكر

الصليبى، وتوفى لويس متأثرًا بهذا الوباء، فلجأ الصليبيون إلى

التفاوض والصلح مع الحفصيين، ثم الانسحاب فى سنة (٦٦٩هـ=

١٢٧٠م) ولكن الصليبيين عاودوا الهجوم على مدينة «طرابلس» فى

سنة (٧٥٥هـ= ١٣٥٤م)، واستولوا عليها واستباحوها، ولم يخرجوا

منها إلا بعد الحصول على قدر كبير من المال، ثم توالت حملاتهم

الصليبية بعد ذلك على بلاد «المغرب الأوسط» ومدنه.

وقد مرت العلاقات الحفصية المرينية بعدة مراحل ارتبطت بالأحوال

والظروف السياسية التى كانت تمر بها كل من الدولتين، واتسمت

هذه العلاقات بالصراع بين الطرفين، ودخول بنى حفص فى تبعية

«بنى مرين» فى أحايين كثيرة، ولكن ذلك لم يمنع من قيام بعض

العلاقات الطيبة فى فترة حكم «عثمان ابن أحمد المرينى» (٨٠١ -

٨٢٣هـ = ١٣٩٨ - ١٤٢٠م)، و «عبدالحق بن سعيد المرينى» (٨٦٣ -

٨٦٩هـ = ١٤٥٩ - ١٤٦٥م).

- بعض المظاهر الحضارية:

الجانب السياسى والإدارى:

عرفت «دولة بنى حفص» نظام الخلافة، وكان الحكم بها وراثياًّ،

ويعاون الخليفة هيئة استشارية، يُطلق عليها اسم أشياخ البساط،

وجميعهم من قبيلة «هنتانة» التى تنتمى إليها الأسرة الحاكمة،

وكذلك عرفت هذه الدولة نظام الحجابة، وتطور هذا النظام لدرجة أن

<<  <  ج: ص:  >  >>