للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والجهاد، وأرسل إلى «موسى بن نصير» والى الأمويين على المغرب

يستأذنه فى فتح الأندلس، فنصحه باختبار مدى مقاومة القوط

بإرسال بعض السرايا إليهم، وبالتأكد من ولاء «يوليان» وصدق

كلامه، ثم أرسل «موسى بن نصير» إلى الخليفة الأموى «الوليد بن

عبدالملك» يستأذنه فى فتح «الأندلس»، ويشرح له حقيقة الأوضاع

هناك، فتردد الخليفة فى أول الأمر، خوفًا على المسلمين من

المخاطرة بهم فى بلاد لا عهد لهم بها من قبل، لكن «موسى» نجح

فى إقناعه بأهمية الفتح، وتم الاتفاق على أن يسبق الفتح حملات

استطلاعية.

وفى سنة (٩١هـ = ٧١٠م) أرسل «طارق بن زياد» بعثة استطلاعية

بقيادة «طريف بن زرعة» فنزلت فى الطرف الجنوبى لشبه الجزيرة،

ولم تلق مقاومة، وعادت بغنائم وفيرة، ومنذ ذلك الحين أُطلق اسم

«طريف» على إحدى تلك المناطق.

وقد شجعت نتيجة حملة «طريف» «طارق بن زياد» فعبر المضيق فى

(شعبان ٩٢هـ = أبريل- مايو ٧١١م)، وتجمع المسلمون عند الجبل

الذى يعرف من ذلك التاريخ بجبل طارق، وأقام «طارق» بتلك المنطقة

عدة أيام، بنى خلالها سورًا أحاط بجيوشه سمَّاه «سور العرب»، كما

أقام قاعدة عسكرية بجوار الجبل على الساحل؛ لحماية ظهره فى

حالة اضطراره إلى الانسحاب، هى مدينة الجزيرة الخضراء، أو جزيرة

«أم حكيم»، نسبة إلى جارية كان طارق قد حملها معه، ثم تركها

فى هذا المكان، وهذا الميناء يسهل اتصاله بميناء «سبتة» المغربى،

على حين يصعب اتصاله بإسبانيا لوجود مرتفعات بينهما، ولم يكتفِ

طارق بذلك، بل أقام قاعدة أمامية أخرى وبنى حصنًا، وطلب من

«يوليان» ومن معه من الجند حراسة هذا الموضع وحمايته من كل

هجوم منتظر.

ثم واصل «طارق» السير جنوبًا حتى بلغ الساحل الجنوبى لشبه

الجزيرة، ومشى فى محاذاته، وعبر نهرًا صغيرًا يسمى «وادى

لكه»، وأقام معسكره فى منطقة واسعة يحدها من الشرق «وادى

لكه»، ومن الغرب «وادى البرباط»، وهى منطقة سهلية واسعة تكثر

<<  <  ج: ص:  >  >>