الله، فمن استجاب له وأقرَّ وكف وعمل صالحًا، قبل منه وأعانه
عليه، ومن أبى أمرت أن يقاتله على ذلك، ثم لا يبقى على أحدٍ منهم
قدر عليه، .. ولا يقبل من أحدٍ إلا الإسلام فمن اتبعه فهو خير له، ومن
تركه فلن يعجز الله، وقد أمرت رسولى أن يقرأ كتابى فى كل
مجمع لكم، والداعية الأذان، فإذا أذن المسلمون فأذَّنوا كفوا عنهم،
وإن لم يؤذنوا عاجلوهم ... ».
الاستعداد العسكرى:
وفى الوقت الذى كان يأمل فيه أن يستجيب المرتدون، ويعودوا إلى
دين الله دون قتال؛ كان يعد أحد عشر جيشًا فى وقت واحد، تغطى
المناطق التى ارتد أهلها فى شبه جزيرة العرب، جاهزة للانطلاق إلى
كل منطقة؛ ليشغل كل قبيلة بالدفاع عن نفسها فى ديارها، ولا
تأخذ فرصة للتجمع والتكتل ضده، وكان هذا تصرفًا بارعًا وحكيمًا
من «الصديق».
واختار «الصديق» لهذه الجيوش أمهر القادة وأكثرهم خبرة بالقتال،
وهم: «خالد بن الوليد»، سيف الله وعبقرى الحرب، وأمره بقتال
المرتدين من «بنى أسد» و «غطفان» وحلفائهم بقيادة «طليحة بن
خويلد» فى «بذاخة»، فإذا انتهى من مهمته توجه لقتال المرتدين من
«بنى تميم» فى «البطاح»، إلى الشرق من ديار «بنى أسد».
- و «عكرمة بن أبى جهل» وأردفه بشرحبيل بن حسنة، وأمرهما
بالتوجه إلى «مسيلمة الكذاب» ومن معه فى «اليمامة»، وأمرهما ألا
يقاتلاه حتى يأمرهما بذلك، لمعرفة «أبى بكر» بقوة جيش
«مسيلمة»، وأنهما لن يقدرا على هزيمته بسهولة، بل يشغلاه حتى
يحين الوقت المناسب لإرسال قوات أكبر؛ لمواجهة «بنى حنيفة» فى
جموعهم الكبيرة.
- و «العلاء بن الحضرمى»، وأمره بقتال المرتدين فى «البحرين» وما
والاها.
- و «حذيفة بن محصن»، وأمره بقتال المرتدين فى «دبا» فى جنوبى
شرقى شبه الجزيرة.
و «عرفجة بن هرثمة»، وأمره بقتال المرتدين فى «مهرة» فى
جنوبى شبه الجزيرة.
و «المهاجر بن أبى أمية المخزومى»، وأمره بقتال المرتدين فى
جنوبى «اليمن».