للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

- صلى الله عليه وسلم -، ولكن كل قبيلة كانت تريد أن يكون لها نبى

من أبنائها ولو كان كذابًا، كما لقريش نبى من أبنائها، وعبروا عن

ذلك بوضوح وصراحة، فيقول أحد «بنى حنيفة» لمسيلمة: «أشهد

أنك كذاب، ولكن كذاب ربيعة - التى منها مسيلمة - خير من صادق

مضر- التى منها محمد»، وقال «عيينة بن حصن الفزارى» عن

«طليحة بن خويلد الأسدى»: «نبى من الحليفين خير من نبى من

قريش، ومحمد مات، وطليحة حى».

- والسبب الثالث: أن زعماء القبائل وشيوخها كانوا مستفيدين من

الوضع القبلى القديم؛ إذ كانت حياة معظم القبائل تقوم على الإغارة

والسلب والنهب، ويأخذ شيوخها ربع ما تحصل عليه من تلك الغارات،

ولذا تزعموا حركة الردة، وحرضوا أبناء القبائل عليها، ليستمروا فى

السيطرة على قبائلهم.

- والسبب الرابع: أن الفرس والروم حاولا القضاء على الإسلام

باستخدام العرب وتحريضهم ومساعدتهم، فلما فشلا فى ذلك تدخلا

تدخُّلا مباشرًا، فحرَّض الفرس عرب الخليج على الردة، ثم أمدوا

«سجاح بنت الحارث اليربوعية» - مدعية النبوة - بجيش كبير، قوامه

أربعون ألف رجل، جاءت بهم من «العراق» التى كانت تحت الحكم

الفارسى لمحاربة المسلمين، فلما فشلت تدخلوا مباشرة ضد «المثنى

بن حارثة»، الذى كان يحارب المرتدين على حدود «العراق».

وفعل الروم البيزنطيون ما فعله الفرس، فاعتدوا فى حروب الردة

على جيش «خالد بن سعيد بن العاص» فى منطقة «تيماء» شمالى

«الحجاز»، وألحقوا به هزيمة كبيرة وقتلوا معظم جنوده.

المواجهة السلمية:

أراد «أبو بكر الصديق» أن يبصِّر المرتدين بخطورة ما أقدموا عليه،

فواجههم مواجهة سلمية بأن دعاهم إلى العودة بدون قتال إلى

الإسلام، الذى أكرمهم الله به، وأرسل إليهم كتابًا يقرأ على القبائل

كلها؛ لعلهم يعقلون، جاء فى أخره:

«وإنى بعثت إليكم فلانًا فى جيش من المهاجرين والأنصار والتابعين

بإحسان، وأمرته ألا يقاتل أحدًا ولا يقتله حتى يدعوه إلى داعية

<<  <  ج: ص:  >  >>