«الحيرة»، ثم جاءته أوامر من «أبى بكر» أن يعود إلى «الحيرة»
ويستقر بها إلى أن تأتيه أوامر أخرى.
وخلاصة القول أنه فى خلال بضعة أشهر نجح «خالد» فى فتح أكثر
من نصف «العراق»،وصالح أهله على دفع الجزية، ولم يجبر أحدًا
على الدخول فى الإسلام».
فتح الشام:
كان «خالد بن سعيد بن العاص»، أحد قادة حروب الردة، معسكرًا
بقواته فى «تيماء» شمالى «الحجاز» بأمر من الخليفة الذى ألزمه
بألا يقاتل أحدًا إلا إذا قوتل، وقصد الخليفة بذلك أن يكون هذا الجيش
احتياطيًا، يمد -عند الضرورة - القوات المحاربة فى جهات أخرى،
وأن يراقب تحركات الروم؛ لأنه كان على يقين أنهم سوف يستغلون
فرصة انشغاله بحروب الردة، ويكرروا عدوانهم.
وحدث ما توقعه «أبو بكر الصديق»، فقد هجم الروم على جيش
«خالد»، ومعهم القبائل العربية القاطنة فى الشام، وألحقوا به هزيمة
قاسية، وقتلوا معظم جنوده، واستشهد ابنه فى المعركة، فلما
وصلت أخبار الهزيمة إلى الخليفة «أبى بكر» جمع كبار الصحابة
لدراسة الموقف، فاستقر رأيهم على ضرورة صد العدوان، وشرع
«أبو بكر» فى حشد أربعة جيوش لتحقيق ذلك:
- جيش بقيادة «أبى عبيدة بن الجراح» وجهه إلى «حمص» شمالى
الشام.
- وجيش بقيادة «يزيد بن أبى سفيان»، ووجهه إلى «دمشق» فى
وسط الشام.
- وجيش بقيادة «شرحبيل بن حسنة»، ووجهه إلى «الأردن».
- وجيش بقيادة «عمرو بن العاص»، ووجهه إلى «فلسطين».
وقال «أبو بكر» لقادة جيوشه: إذا عملتم منفردين، فكل واحد منكم
أمير على من معه من قوات - وكان مع كل واحد منهم نحو ثمانية
آلاف جندى - ثم أمير على المنطقة التى يفتحها، أما إذا ألجأتكم
الظروف إلى الاجتماع فى مكان واحد، فالقائد العام «أبو عبيدة بن
الجراح».
موقعة اليرموك:
تحرك القادة الأربعة بجيوشهم، فلما دخلوا جنوبى الشام، وجدوا
جيشًا روميا، قوامه نحو (٢٥٠) ألف جندى، بقيادة «تذراق» أخى