للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوانبه ثمانية أبواب، وأقام الخليفة فى الجناح الشرقى المسمى

بالمؤنس، وزوده بأنفس التحف ووضع فيه الحوض المنقوش بماء

الذهب المهدى إليه من قصر القسطنطينية.

وجدير بالذكر أنه تم التخطيط لمدينة «الزهراء» بحيث تكون مستقلة

بذاتها، وقد بنيت على مدرجات بحيث يرقى من يدخل المدينة من

درجة إلى درجة، وفى كل درجة يجد قسمًا من أقسام المدينة،

ويدخل الإنسان إليها من أسفل الجبل عن طريق باب كبير يسمى باب

الأقباء - جمع قبة - لأن هذا المدخل كانت تحيط به وتقوم فوقه قباب،

بعد ذلك يسير الإنسان مسافة طويلة فى طريق مبلط تقوم على

جوانبه الأعمدة وغرف الحرس حتى يصل إلى باب السدة (باب القصر)

ويصعد درجات، وإلى جانب هذا المصعد ذى الدرجات يوجد مصعد آخر

بلا درج مخصص للخيل، وعندما يصل الإنسان إلى المستوى الثانى

يجد مساكن الجنود وأصحاب الحرف الذين تحتاج إليهم المدينة، كما

وجدت هناك آثار المسجد الجامع لمدينة الزهراء، وكل هذه البيوتات

محاطة بالأشجار والخضرة، وعندما ينتهى الإنسان من هذا المستوى

يصعد مرة أخرى حتى يصل إلى سهل منبسط بنيت عليه قصور كبار

رجال القصر وموظفيه بما فى ذلك أماكن إقامة الحرس الخاص

بالخليفة، وما يلزم لهؤلاء من حمامات ومساجد، بعد ذلك يصعد

الإنسان مرة ثالثة فيواجه لأول صعوده البهو الكبير الذى أنشأه

الناصر لاستقبال السفراء والملوك الأجانب، وهو بهو فخم يتكون من

ثلاثة أقواس تفضى إلى قاعة فسيحة بها ثلاثة أبهاء ينتهى الأوسط

بمجلس الناصر فى صدره، وهناك يجلس الخليفة فوق عرشه تحيط به

مقاعد الأسرة المالكة كل حسب مرتبته، وعلى الجانبين مقاعد

للوزراء وكبار رجال الدولة والضيوف موضوعة بصورة محكمة بحيث

يختص كل مسئول بمقعده الذى لايتغير، فإذا مانظر الناصر ووجد

مقعدًا خاليًا عرف من تغيب، أما البهوان الداخليان فيستعملان

لموظفى القصر وكتاب الخليفة، وهذا المجلس يبدو للرائى من بعيد

<<  <  ج: ص:  >  >>