نظم الحكم خلال عصرى الإمارة والخلافة:
- رئاسة الإقليم:
كانت الأندلس تتبع إفريقية عقب الفتح مباشرة، وكان والى إفريقية
يقوم باختيار حاكم الأندلس، ثم رأى الخليفة «عمر بن عبدالعزيز» أن
تكون الأندلس ولاية مستقلة تتبع الخلافة مباشرة إدراكًا منه لأهمية
الأندلس، وللدور الذى تقوم به فى الفتوحات ولصراعها مع ملوك
الفرنجة. ولما توفى «عمر بن عبدالعزيز» عاد تعيين والى «الأندلس»
إلى والى إفريقية لكن بمصادقة الخليفة، وبعد وقعة بلاط الشهداء
عادت الخلافة إلى تعيين والى «الأندلس» من جديد، ولما اضطربت
الأمور أصبح والى إفريقية هو الذى يعينه حينًا وأحيانًا جماعة
الزعماء والقادة فى شبه الجزيرة، فقد استقر رأيهم مثلا على تعيين
يوسف بن عبدالرحمن الفهرى سنة (١٢٩هـ= ٧٤٧م) خشية تفاقم الفتن
دون مصادقة لا من والى إفريقية ولا من الخلافة.
ثم جاء بنو أمية لحكم الأندلس واكتفوا بلقب الإمارة، برغم أن بلاطهم
كان ينافس بلاط العباسيين فى قوته وبهائه إلى أن جاء عهد
«عبدالرحمن الناصر» ورأى أن الأوضاع قد تغيرت وأن الفاطميين قد
أقاموا لهم خلافة فى المغرب فأصدر مرسومًا بتحويل الإمارة الأموية
إلى خلافة، وتلقب هو نفسه بلقب أميرالمؤمنين، وبلغت الخلافة
الأندلسية أوج نفوذها السياسى والأدبى فى عهد الناصر وابنه
الحكم المستنصر، ثم جاء «محمد بن أبى عامر» فجعل نفسه حاكمًا
مطلقًا على الأندلس واتخذ سمات الملك وتلقب بالحاجب المنصور،
وأضحت الخلافة فى زمنه وزمن أبنائه اسمًا بلا مسمى.
ثم تبوأ «محمد بن هشام» الملقب بالمهدى الخلافة لتنتهى ثنائية
السلطة بين الأمويين والعامريين، لكن ذلك كان بداية فترة مشحونة
بالفتن والفوضى، وقامت خلافة فى أكثر من مدينة فى مالقة
وقرطبة وإشبيلية وغيرها، وانتهى الأمر بتمزق الأندلس إلى ولايات
ومدن مستقلة وظهور ما يعرف بدول الطوائف.
الوزارة فى الأندلس: