وقد شدوا من أزر العرب أولا ثم انقلبوا عليهم وظهر من بينهم قادة
من أمثال بنى عبدة وبنى شهيد وبنى مغيث وبنى جهور.
(٥) الصقالبة: كان يقصد بهذه الكلمة أولا الشعوب السلافية، ثم أصبح
العرب يطلقونها على الأرقاء الذين يجلبون من الأمم المسيحية
ويستخدمون فى القصر أو الجيش، عن طريق الشراء بواسطة تجار
اليهود أو عن طريق الحملات العسكرية، وأول من استجلب الصقالبة
«عبدالرحمن بن معاوية» ثم استكثر الأمراء منهم بعد ذلك حتى كونوا
جماعة كان لها دور عظيم فى أحداث الأندلس، ووصلت أعدادهم إلى
ثمانية عشر ألفًا فى قرطبة وحدها، وبلغوا أقصى نفوذ لهم فى
عهد «عبدالرحمن الناصر».
هذه هى العناصر الإسلامية، وإلى جانبها وجد فى المجتمع
الأندلسى عنصران من غير المسلمين أو من أهل الذمة هما:
(١) النصارى: وشكل هؤلاء عددًا كبيرًا، استوطن أعداد كبيرة منهم
مدنًا وقرى كثيرة فى الأندلس واستقر فى «طليطلة» و «برشلونة»
و «غرناطة» و «ماردة» وتمتعوا جميعًا بالرعاية ومنحتهم الدولة الحرية
الكاملة دينية واجتماعية حتى أنشئ لهم منصب لإدارة شئونهم عرف
صاحبه بالقومس.
ووصل بعضهم إلى المناصب العليا فى الدولة، وتأثر هؤلاء بدورهم
بثقافة العرب ولغتهم وأسلوب حياتهم وأصبحوا لهذا يسمون
بالمستعربين.
(٢) اليهود: وقد استوطن عدد كبير منهم فى قرطبة ولهم فيها باب
يعرف باسمهم، وسكن عدد كبير آخر فى «إشبيلية» ولهم مشاركة
ملحوظة فى فتح الأندلس وفى أحداثها السياسية وفى إدارة المدن
المفتوحة، كما استوطنت جماعة كبيرة منهم فى «طليطلة» وفى
«برشلونة» وفى «طركونة»، وقد مارس جميعهم شعائرهم الدينية
فى بيعهم بكل حرية، وكانت علاقاتهم بالمسلمين طيبة فاندمجوا
فى المجتمع الإسلامى وتعلموا العربية وتبنوا تقاليد المسلمين، وعمل
بعضهم فى بلاط الأمويين وتولوا مناصب مهمة فى الدولة الإسلامية،
واحتل بعضهم الطبقات العليا فى المجتمع الأندلسى.
المظاهر الحضارية: