(٢) البربر: وهؤلاء كونوا السواد الأعظم من الجيش الفاتح وفاقت
أعدادهم أعداد العرب، وينتمى هؤلاء إلى زناتة ومكناسة وصنهاجة
ومصمودة وهوازة ومديونة وكتابة وسفيلة ونقرة وهؤلاء تركز
وجودهم فى المناطق الجبلية خاصة فى الشمال الغربى ووسط
الأندلس وأراضى السهلة ووادى الحجارة وإشبيلية وما حولها لتشابه
ظروفها مع ظروف الحياة والبيئة فى مواطنهم الأصلية، واشتغلوا
بالزراعة وتربية الماشية ويسَّرت لهم مواطنهم فى مناطق الحدود
وغيرها من المناطق الجبلية القيام بالثورات بعد ذلك.
(٣) المسالمة والمولدون: أما المسالمة أو الأسالمة أو أسالمة أهل
الذمة فهم الذين دخلوا فى عقيدة الإسلام من النصارى، أما المولدون
فهم فى أرجح الأقوال أبناء المسالمة أو هم نتاج الزواج المشترك
بين العرب والبربر من ناحية وبين الإسبان من ناحية أخرى، ومن
الطبيعى أن يكون عدد هؤلاء قليلا فى أول الأمر، ثم يتنامى نتيجة
كثرة اعتناق أهل البلاد للإسلام وانتشار ظاهرة الزواج المشترك بين
العرب أو البربر وبين من أسلموا حديثًا، وقد تركز وجود هذا العنصر
فى الحواضر والمدن الكبرى من شبه الجزيرة.
وكانوا مع العرب هم العنصر الغالب فيها، وكان هذا سببًا فى حدوث
نزاع بين هاتين الطائفتين فى المستقبل.
(٤) الموالى: مجموعة من عناصر مختلفة تجمع بينها رابطة الولاء بين
المولى وسيده أو التابع ومتبوعه، ويرجع هؤلاء إلى أصول مختلفة
بعضهم رافق الشاميين الذين دخلوا الأندلس وعرفوا لذلك باسم موالى
الشاميين، وبعضهم كان من البربر الذى أسلموا ووافقوا سادتهم فى
دخول الأندلس فسموا باسم الموالى البلدانيين، وبعضهم يرجع لأصول
محلية إسبانية، وموالى الاصطناع أو النعمة الذين أنعم عليهم
الأمويون بالولاء اعتزازًا وتقديرًا، بالإضافة إلى الرقيق المشترى ممن
أنعم عليه أسياده بالعتق، وتركز وجود هؤلاء فى قرطبة خاصة
وفى كورة البيرة (غرناطة) وفى جهات متفرقة من أنحاء الأندلس،